للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. غلب الْمُلُوك مهابة وشجاعة ... لَيْث يهاب لقاءه الْكفَّار

مَا كَانَ إِلَّا شامة فِي شامنا ... وَعَلِيهِ من تقوى الْإِلَه شعار

وَله من الله الْكَرِيم عناية ... وَله من الصَّبْر الْجَمِيل دثار

مَا كَانَ إِلَّا درة مكنونة ... لَا يَعْتَرِيه تدنس وغبار

لَا يلوين إِلَى الحطام تعففا ... وَعَلِيهِ من تقوى الْإِلَه وقار

مَا كَانَ إِلَّا حبر أمة أَحْمد ... شخصت لعظم مصابه الْأَبْصَار

وَمُجاهد فِي الله حق جهاده ... بَحر الندى ونواله مدرار

وَله الزهادة وَالْعِبَادَة مَنْهَج ... وبسنة الْهَادِي لَهُ استبصار

حَاز الْعُلُوم أُصُولهَا وفروعها ... وَبِكُل مَا يرْوى لَهُ آثَار

يلوى عَن الدُّنْيَا وَمَا يعْنى بهَا ... وزواه عَنْهَا الْوَاحِد القهار

لما اقتناه هداه منهاج الْهدى ... وَعَطَاء رَبك وافر مكثار

نزل الْقَضَاء بِهِ فآنس رَحْمَة ... من ربه لَا تدفع الأقدار

بَكت السَّمَاء عَلَيْهِ يَوْم فِرَاقه ... أسفا وَجَاء الْغَيْث والأمطار

وَبكى الشآم ومدنه وبقاعه ... لما قضى وَكَذَلِكَ الْأَمْصَار

أَو مَا نظرت إِلَيْهِ فَوق سَرِيره ... حفت بِهِ من ربه الْأَنْوَار

وَالنَّاس من باك عَلَيْهِ بحرة ... ودموعهم فَوق الخدود غزار ...

<<  <   >  >>