للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وَلكُل حَيّ خلع ثوب حَيَاته ... علما بِأَن ثوب الْحَيَاة معار

فيمَ النجَاة وكل حَيّ ميت ... إِلَّا الْإِلَه الْوَاحِد القهار

وَلَقَد أسفت على فراقي أحمدا ... إِذْ لَيْسَ لي قضيت بِهِ الأوطار

لَو كَانَ يفدى هان عِنْد فدائه ال ... أَمْوَال وَالْأَوْلَاد والأعمار

قد كَانَ مغناطيس أَفْئِدَة الورى ... أنسا وَلَكِن فِي الْقَلِيل نفار

مَا كنت أَحسب أَن يَوْم وَفَاته ... يَبْدُو المصون وتهتك الأستار

بكرالنساء من الستور ثواكلا ... وَمن الْخُدُور النهد الْأَبْكَار

وَالنَّاس أَمْثَال الْجَرَاد لَهُم على ال ... تَابُوت مِنْهُ تهافت ودوار

فَكَأَنَّهُ يعسوب نحل نَحوه ... حَيا وَمَيتًا للنفوس مطار

مَلَأت محاسنه الْبِلَاد ونوهت ... بِحَدِيث معجز فَضله الْأَمْصَار

وَجرى بأفواه الْأَنَام ثَنَاؤُهُ ... فلأرض رَوْضَة ذكره معطار

يفنى الزَّمَان وينقضي وبأحمد ... وَحَدِيثه تَتَحَدَّث السمار

فأحله الرَّحْمَن دَار أَمَانه ... ليزول من خوف عَلَيْهِ حذار

وحباه ظلا صافيا فِي جنَّة ... فيحاء تجْرِي تحتهَا الْأَنْهَار ...

تمت وَهِي ثَلَاثَة وَأَرْبَعُونَ بَيْتا

وَله أَيْضا يرثى شيخ الْإِسْلَام رَضِي الله عَنهُ

<<  <   >  >>