للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وَمن مودعات الله كَانَ استرده ... وَلَا بُد يَوْمًا أَن ترد الودائع

وَلَكِن بِهِ عاشت نفوس ومتعت ... قُلُوب وأبصار ولذت مسامع

أجَاب لداعي ربه مسرعا كَمَا ... أجابوه أهل الاحتباء وسارعوا

دَعَاهُ إِلَيْهِ ربه فَأَجَابَهُ ... وَمن يَدعه الْمولى إِلَيْهِ يُسَارع

وَأصْبح جارا للَّذي عز جَاره ... كَمَا كَانَ يمْضِي ليله وَهُوَ رَاكِع

تبَارك من حلاه بالزهد والتقى ... ورصع ذَاك الحلى من التَّوَاضُع

وَملكه قلبا منيرا وَكَيف لَا ... فِيهِ من السِّرّ المصون ودائع

وَتوجه تاجا من الزّهْد والتقى ... لمعناه تيجان الْمُلُوك خواضع

وَمَالِي إِذا بالغت فِي وصف سيد ... حوى كل فضل فِي الْأَنَام مُنَازع

وَمَا انا وحدي واصف بعض وَصفه ... فكم فِيهِ وصاف وبالحق صادع

وَمن بَابه قد خصّه الله دون من ... سواهُ وَفضل الله ذِي الْعَرْش وَاسع

إِذا قيل قد قَالَ ابْن تَيْمِية الْفَتى ... مقَالا فَكل للَّذي قَالَ سامع

وَنور الْهدى وَالْعلم والزهد والتقى ... عَلَيْهِ على رغم الحواسد سَاطِع

وَمَا ذَاك إِلَّا أَنه لنَبيه ... نَبِي الْهدى فِي كل شَيْء متابع

وَفِي الله لم تَأْخُذهُ لومة لائم ... وَلَيْسَ لَهُ فِي نصْرَة الْحق وازع

لَهُ راعدا مثل الْهلَال إِذا بدا ... تُشِير إِلَيْهِ حَيْثُ كَانَ الْأَصَابِع

وَإِن كَانَ فِي تقوى سواهُ مُنَازع ... فَمَا فِي تقى هَذَا التقي مُنَازع

إِمَام عَظِيم عَالم ومعلم ... صبور شكور للمهيمن طائع ...

<<  <   >  >>