للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وَظَهَرت كالصبح الْمُنِير إِذا بدا ... فِي الْأُفق فانقشع الظلام الْأسود

وشهرت كالعضب الْمُجَرّد مقسمًا ... فِي غير هام عداته لَا يغمد

فهناك تعقد للجدال مجَالِس ... كَانُوا أَرَادوا أَنَّهَا لَا تعقد

فَرَأَوْا نكولا عَن جدالك خيفة ... وتذبذبت آراؤهم وتفندوا

حَتَّى إِذا أمروا بِذَاكَ وأيقنوا ... أَن الْخَمِيس وَلَا خلاف الْموعد

حشدوا عَلَيْك جموعهم وتحزبوا ... وتواثبوا وتحفلوا وتجردوا

وحموا عصابتك الْحُضُور وجادلوا ... إِذا همو لَك أفردوا

فَنَهَضت معتصما بِرَبِّك واثقا ... متوكلا تثني عَلَيْهِ وتحمد

وَإِلَيْهِ أخلصت التَّوَكُّل موقنا ... أَن لَيْسَ يخذل من بِهِ يستنجد

ثمَّ استخرت الله واستفتحته ... فِيمَا تروم من الْأُمُور وتقصد

فحباك مِنْهُ عواطفا ولواطفا ... يفنى الزَّمَان وَذكرهَا لَا ينْفد

وأناك نصر الله وَالْفَتْح الَّذِي ... بهما جَمِيعًا كنت مِنْهُ توعد

فَوَثَبت وثبة ثَائِر لله لم ... يحفل يما حشدوا وَلَا مَا جندوا

أبديت من كنز الْعُلُوم غوامضا ... مكنونة لولاك كَانَت تفقد

أسمعتهم مِنْهَا لما لم يسمعوا ... وأتيتهم مِنْهَا بِمَا لم يعهدوا

أسندتها ورويتها نصا كَمَا ... جَاءَت معنعنة فيا لَك مُسْند ...

<<  <   >  >>