.. مَا كنت أعلم قربي فِي محبتهم ... حَتَّى رمتني الى الأبعاد راياتي
فاندب على مَا مضى من عيشنا وَصفا ... وابك على مَا قد جرى يَا قلبِي العاتي
وَاذْكُر مصَارِع قوم كَيفَ قد شربوا ... بعد الزلَال بكاسات المنيات
فَأَصْبحُوا فِي الثرى تبلى وُجُوههم ... تَحت التُّرَاب فيا عظم المصيبات
أَأَنْت من بعدهمْ تسري كسيرهم ... إِمَّا بدار هوان أَو بجنات
أَقُول مَا قَالَه العَبْد الْمُنِيب وَقد ... أودى بِهِ السجْن فِي بر وطاعات
أَنا الذَّلِيل أَنا الْمِسْكِين ذُو شجن ... أَنا الْفَقِير الى رب السَّمَوَات
أَنا الكسير أَنا الْمُحْتَاج يَا أملي ... جدلي بِفَضْلِك واعف عَن خطياتي
أَنا الْغَرِيب فَلَا أهل وَلَا وَطن ... أَنا الوحيد فَكُن لي فِي ملماتي
أَنا العبيد الَّذِي مَا زلت مفتقرا ... إِلَيْك يَا سَيِّدي فِي كل حالاتي
مَا لي سواك وَمَا لي عَنْك منصرف ... ذكراك فِي الْقلب قرآني وآياتي
أَنْت الْقَدِير على جبري بوصلك لي ... أَنْت الْعَلِيم بأسراري الخفيات
أَدْعُوك يَا سَيِّدي يَا مشتكى حزني ... يَا جابري يَا مغيثي فِي مهماتي
فَانْظُر الى عبرتي وَارْحَمْ صبا جَسَدِي ... يَا رَاحِم الْخَيْر يَا باري البريات
مَا زَالَ مفتقرا فِي بَاب سَيّده ... مَا زَالَ مبتليا بالإمتحانات
مَا زَالَ يتبع آثَار الرَّسُول على الن ... هج القويم بأعلام الدلالات ...