للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

.. من قَامَ فِي خذل الصَّلِيب وَدينه ... لما تداعوا للباس وَقَامُوا

فوهوا وردوا خائبين بذلة ... وَعَلَيْهِم فَوق الْوُجُوه ظلام

فَالْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ يفقد بعده ... والفاعلون النكر لَيْسَ يلاموا

فَكَأَن أَشْرَاط الْقِيَامَة قد دنت ... وانحل من سرج الزَّمَان حزَام

فالعلم فِينَا لَيْسَ يقبض سرعَة ... كلا وَلَا يَأْتِي حماه حمام

لَكِن بِقَبض الراسخين ذَهَابه ... وزواله وبقى رعاع طغام

لله مِمَّا لَاقَى تَقِيّ الدّين من ... محن تتابعه وَهن ضخام

ومكاره حفت بِكُل شَدِيدَة ... ومواقف زلت بهَا الْأَقْدَام

ومكائد نصبت لَهُ وحبائل ... قصدا إِلَيْهِ فَردهَا الْأَقْدَام

فَحكى ابْن حَنْبَل فِي فنون بلائه ... بجنان ثَبت لَيْسَ فِيهِ ذؤام

وبسجنه وبحصره ونكاله ... حَتَّى رثى العذال واللوام

فَأَرَادَ رب الْعَرْش جلّ جَلَاله ... للقائه مذ حانه الإعدام

وَأَتَاهُ آتِي الْمَوْت يخْطب نَفسه ... فَأَجَابَهُ طَوْعًا لَهُ القمقام

فخلت مرابعه وأوحش ربعه ... وتقوضت عِنْد الرحيل خيام

وتفجعت كل الْقُلُوب بفقده ... وَغدا عَلَيْهَا ذلة وسقام ...

<<  <   >  >>