للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وَكنت فِي يَوْم انتقالك للبلى ... صخرا لزدت على بكي الخنساء

لَكِن اصبر عَنْك نَفسِي كَاتِما ... للحزن خوف شماتة الْأَعْدَاء

أَتَرَى علمت وَأَنت أفضل عَالم ... مَا عندنَا من لوعة وبلاء

أسفي على تِلْكَ الدّيانَة والتقى ... والجود آذن قربه بتناء

أسفي عَلَيْك نفى الْكرَى عَن ناظري ... من فرط أحزاني وفرط عنائي

أسفي عَلَيْك وَمَا التأسف نَافِع ... صبا عَلَيْك مقلقل الأحشا

غاضت بحار الْعلم بعْدك والورى ... فِي غَفلَة يَا سيد الْعلمَاء

بِأبي وحيدا مَاتَ مُنْفَردا عَن ال ... أحباب كَانَ بَقِيَّة الصلحاء

بَحر الْعُلُوم حوى الْفَضَائِل كلهَا ... وسما سمو كواكب الجوزاء

متفردا فِي كل علم دونه ... لعلو رتبته ذرى العلياء

بِالْفَضْلِ قد شهِدت لَهُ أعداؤه ... وَبِه سما فضلا على النظراء

شيخ الْعُلُوم وتابع السّلف الَّذِي ... تبعوا الرَّسُول بِشدَّة ورخاء

وَإِمَام أهل الأَرْض والمبدى لَهُم ... سنَن الْهدى عَن صِحَة الأنباء

ذُو الصَّالِحَات وَذُو الشجَاعَة والتقى ... والجود والبركات والآلاء

من كَانَ لَا يثني لطَالب جوده ... حَتَّى يبلغهُ لكل رَجَاء

يجفو الْمضَاجِع رَاكِعا أَو سَاجِدا ... أَو ذَاكِرًا لله فِي الظلماء ...

<<  <   >  >>