.. لما نعى الشَّيْخ الإِمَام المتقي ... نجل رَئِيس فَاضل حبر تَقِيّ
فاضت محاجر مقلتي يَا حسرتي ... لفراقه فرقا وَزَاد تقلقي
زفرات أشواقي أكاد لحرها ... تنقض مني مهجتي بتحرقي
وَتركت من بعد التقى بلوعة ... ومدامعي من بعده لَا ترتقي
متهتك الأستار ولهان الحشى ... أبْكِي الديار عَلَيْهِ حَتَّى نَلْتَقِي
حزني عَلَيْهِ مدى الزَّمَان تأسفا ... يَا مقلتي سحي دَمًا وترقرقي
يَا قلب ذب أسفا عَلَيْهِ وحسرة ... فقليل مَا لاقيت شيب مفرقي
يَا مهجتي ذوبي عَلَيْهِ صبَابَة ... وتقطعي لفراقه وتمزقي
يَا مقلتي سحي بدمع هاطل ... متحدر سح السَّحَاب المطبق
يَا لَيْتَني يَوْم الْفِرَاق حَضرته ... حَتَّى أجدد مَا مضى من موثقي
وأودع الْوَجْه الْمليح بنظرة ... يحيا بهَا قلب الكئيب المشفق
مَا كَانَ أهنا عيشنا بحياته ... يَا لَيْت يَوْم فِرَاقه لم يخلق
لَو كَانَ يفدى مَا بخلت بمهجتي ... فِي حَقه ولكنت أول من يقي
يَا أَهله لَا تجزعوا لفراقه ... وَلأَجل كأس من حمام قد سقِِي
فَلهُ جنان الْخلد يسكنهَا غَدا ... وعَلى مناصبها الْعلية يرتقي
هُوَ شَيخنَا ورئيسنا وإمامنا ... لله در الطَّاهِر الحبر التقي
إِن قلت طود الْعلم فَهُوَ حَقِيقَة ... فاسمع بِهَذَا القَوْل فِيهِ وحقق
يُفْتِي بِجمع مَذَاهِب عَن أَربع ... لكنه فِي الْفضل آخر من بَقِي ...