للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولازم هَذِه الْمقَالة أَن لَا يكون الْكتاب هدى للنَّاس وَلَا بَيَانا وَلَا شِفَاء لما فِي الصُّدُور وَلَا نورا وَلَا مردا عِنْد التَّنَازُع لأَنا نعلم بالاضطرار أَن مَا يَقُول هَؤُلَاءِ المتكلفون إِنَّه الْحق الَّذِي يجب اعْتِقَاده لم يدل عَلَيْهِ الْكتاب وَلَا السّنة لَا نصا وَلَا ظَاهرا وَإِنَّمَا غَايَة المتحذلق مِنْهُم أَن يستنتج هَذَا من قَوْله تَعَالَى {وَلم يكن لَهُ كفوا أحد} {هَل تعلم لَهُ سميا}

وبالاضطرار يعلم كل عَاقل أَن من دلّ الْخلق على أَن الله لَيْسَ فَوق الْعَرْش وَلَا فَوق السَّمَوَات وَنَحْو ذَلِك بقوله {هَل تعلم لَهُ سميا} لقد أبعد النجعة وَهُوَ إِمَّا ملغز وَإِمَّا مُدَلّس لم يخاطبهم بِلِسَان عَرَبِيّ مُبين

ولازم هَذِه الْمقَالة أَن يكون ترك النَّاس بِلَا رِسَالَة خيرا لَهُم فِي أصل دينهم لِأَن مردهم قبل الرسَالَة وَبعدهَا وَاحِد وَإِنَّمَا الرسَالَة زادتهم عمى وضلالا

<<  <   >  >>