وَعَاذِلَيْنِ لَحَوْنِي فِي مَوَدَّتِهَا ... يَا لَيْتَهُمْ وَجَدُوا مِثْلَ الَّذِي أَجِدُ
لَمَّا أَطَالُوا عِتَابِي فِيكِ قُلْتُ لَهُمْ ... لَا تُفْرِطُوا بَعْضَ هَذَا اللَّوْمِ وَاقْتَصِدُوا
قَدْ مَاتَ قَبْلِي أَخُو نَهْدٍ وَصَاحِبُهُ ... مُرَقَّشٌ وَاشْتَفَى مِنْ عُرْوَةَ الْكَمَدُ
وَكُلُّهُمْ كَانَ فِي عِشْقٍ مَنِيَّتُهُ ... وَقَدْ وَجَدْتُ بِهَا فَوْقَ الَّذِي وَجَدُوا
إِنِّي لأَحْسَبُنِي أَوْ كِدْتُ أُعْلِمُهُ ... أَنْ سَوْفَ يُورِدُنِي الْحَوْضَ الَّذِي وَرَدُوا
إِنْ لَمْ تَنِلُنِي بِمَعْرُوفٍ تَجُودُ بِهِ ... أَوْ يَدْفَعِ اللَّهُ عَنِّي الْوَاحِدُ الصَّمَدُ
وَلَهُ فِي أُخْرَى
أَعَاذِلَتِي أَكْثَرْتِ جَهْلا مِنَ الْجَهْلِ ... عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ مَنْ مُلامٍ وَمِنْ عُذْلِ
أَعَاذِلُ فِي حُبِّي بُثَيْنَةَ ضِلَّةٌ ... وَقَدْ سَارَ حُبِّي فِي عِظَامِي وَفِي عَقْلِي
كَأَنَّكِ لَا تَدْرِينَ مَا وَجْدُ ذِي الْهَوَى ... وَلَمْ تَعْلَمِي فِي النَّاسِ ذَا صَبْوَةٍ قَبْلِي
يَقُلْنَ الْتَمِسْ بِالنَّأْيِ لِلْحُبِّ سَلْوَةً ... وَلَمْ يُلْفَ طُوْلَ النَّأْيِ عَنْ حُبِّهَا يُسْلِي
وَأَنْتِ حَدِيثُ النَّفْسِ إِنْ كُنْتُ خَالِيًا ... وَجِدُّ حَدِيثِي إِنْ جَدَدْتُ وَفِي الْهَزْلِ
وَمَا وَجَدَ النَّهْدِيُّ مِنْ دَاخَلَ الْهَوَى ... كَوِجْدِي وَلا مَنْ كَانَ ذَا جِدَّةٍ قَبْلِي
وَلَهُ فِي أُخْرَى
تَذَكَّرْتُ ذَاتَ الْخَالِ مِنْ فَرْطِ حُبِّهَا ... ضُحًى وَالْعِتَاقُ الْيَعْمُلاتِ بِنَا تَخْدِي
فَمَا مَلَكَتْ عَيْنَايَ حِينَ ذَكَرْتُهَا ... دُمُوعَهُمَا كَالنَّظْمِ تَجْرِي عَلَى خَدِّي
فَعَنَّفَنِي صَحْبِي وَقَالُوا مِنَ الْهَوَى ... بَكَيْتَ وَلَوْ كَانُوا بِهَا وَجَدُوا وِجْدِي
لَمَّا عَنَّفُونِي فِي الْبُكَاءِ مِنْ أَجْلِهَا ... وَرَبِّ مِنًى لَكِنْ شُغِفْتُ بِهَا وَحْدِي
وَقَالُوا لَقَدْ كُنَّا عَهِدْنَاكَ مَرَّةً ... جَلِيدًا فَمَا هَذَا بِفِعْلِ الْفَتَى الْجَلْدِ
أَلا تَرْعَوِي مِنْ أَنْ يَشُوقَكَ ذِكْرُهَا ... وَأَنْتَ عَلَى هَوْلٍ تَسِيرُ مَعَ الْوَفْدِ
فَقُلْتُ ذَرُوا لَوْمِي فَلَسْتُ وَإِنْ نَأَتْ ... بِمُنْصَرَفٍ عَنْهَا هَوَاي وَلا وُدِّي