للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَالْقَوَادِحُ مَا يَنْقُبُهَا وَيَعِيبُهَا وَكُثَيِّرٌ أَتَاهُ عَنْ عَزَّةَ مَا يَكْرَهُ فَقَالَ

هَنِيئًا مَرِيئًا غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ

قَالَ فَمَا انْصَرَفُوا إِلا عَلَى تَفْضِيلِي

قُلْتُ لَعَمْرِي إِنَّ قَوْلَ كُثَيِّرٍ يَدُلُّ عَلَى شِدَّةِ مَحَبَّتِهِ غَيْرَ أَنَّ فِعْلَهُ عَلَى مَا سَنَذْكُرُهُ مِنَ اخْتِيَارِهِ غَيْرَهَا مُقَدَّمٌ عَلَى قَوْلِهِ الْمُحْتَمَلِ لِلْصِدْقِ وَالْكَذِبِ وَالَّذِي يَصْدُرُ لَا عَنْ إِرَادَةٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَمُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ حَيُّوَيْهِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَنْبَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبُو الْمُشَيِّعِ قَالَ خَرَجَ كُثَيِّرٌ يَلْتَمِسُ عَزَّةَ وَمَعَهُ شُنَيْنَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَأَخَذَهُ الْعَطَشُ فَتَنَاوَلَ الشُّنَيْنَةَ فَإِذَا هِيَ عَظْمٌ مَا فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الْمَاءِ وَرُفِعَتْ لَهُ نَارٌ فَأَمَّهَا فَإِذَا بِقُرْبِهَا مَظَّلَةٌ بِفِنَائِهَا عَجُوزٌ فَقَالَتْ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا كُثَيِّرٌ قَالَتْ قَدْ كُنْتُ أَتَمَنَّى مُلاقَاتِكَ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرَانِيكَ قَالَ وَمَا الَّذِي تَلْتَمِسِينَهُ عِنْدِي قَالَتْ أَلَسْتَ الْقَائِلَ

إِذَا مَا أَتَتْنَا خُلَّةٌ كَيْ نَزِيلَهَا ... أَبَيْنَا وَقُلْنَا الْحَاجِبِيَّةُ أَوَّلُ

قَالَ بَلَى قَالَتْ أَفَلا قُلْتَ كَمَا قَالَ سَيِّدُكَ جَمِيلٌ

يَا رُبَّ عَارِضَةٍ عَلَيْنَا وَصْلَهَا ... بِالْجِدِّ تَخْلِطُهُ بِقَوْلِ الْهَازِلِ

<<  <   >  >>