فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَمُوتُ فَإِذَا هُوَ شَكِعٌ فَقُلْتُ لَهُ مَا يُشْكِعُكَ يَا أَخِي أَمِنَ الْمَوْتِ تَشْكَعُ قَالَ وَاللَّهِ مَا ذَاكَ يُشْكِعُنِي وَلَكِنِّي أَخَافُ أَنْ تَزَوَّجَ أم هِشَام عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعُمَرُ إِذْ ذَاكَ وَالٍ عَلَى الْمَدِينَةِ
قَالَ وَسِتْرٌ فِي الْبَيْتِ فَسَمِعَتُ حَرَكَةً فِيهِ فَمَا كَانَ بِأَوْشَكِ مِنْ أَنْ كَشَفَ السِّتْرَ وَإِذَا جَوَارٍ قَدْ قُمْنَ بَيْنَ الْمَرْأَةِ ثُمَّ قَالَتْ قَدْ سَمِعْتُ مَقَالَتَكَ يَا بن عُمَرَ وَالَّذِي يَشْغَلُكَ وَاسْتَغْلَظَتْ فِي الْيَمِينِ بِالنَّذْرِ وَكُلِّ شَيْءٍ لَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِتْقُ مَا تَمْلِكُ إِنْ تَزَوَّجْتُهُ فَطِبْ نَفْسًا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا أُبَالِي مَتَى جَاءَنِي الْمَوْتُ
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِكْرِمَةَ فَخَرَجَتُ إِلَى الْمَنْزِلِ فَوَاللَّهِ مَا بَلَغْتُ حَتَّى سَمِعْتُ الصِّيَاحَ وَجَاءَنِي الرَّسُولُ أَنْ أَدْرِكْ أَخَاكَ فَقَدْ مَاتَ
قَالَ فَجِئْتُهُ فَقُمْنَا إِلَى حَاجَتِهِ فَرَمَحَ بِهِ الظَّهْرُ وَأُمُّ هِشَامٍ فِي النَّاسِ لَيْسَ لِي هِمَّةٌ إِلا أَنْظُرُ كَيْفَ تَصْنَعُ هِيَ وَعُمَرُ
فَلَمَّا كُنَّا عَلَى الْقَبْرِ الْتَفَتَ عُمَرُ إِلَى الْمَأْتَمِ فَإِذَا امْرَأَةٌ قَدْ رَاقَتِ النِّسَاءُ طُولا وَجَمَالا وَهِيَ تَضْرِبُ عَلَى خَدَّيْهَا ضَرْبًا شَدِيدًا فَقَالَ مَنْ هَذِه فَقيل ابْن خَالَتِكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ أُمُّ هِشَامٍ بِنْتُ عُثْمَانَ فَأَرْسَلَ أَبْقِي فِي خَدَّيْكِ فَإِنَّ لَنَا فِيهِمَا حَاجَةً
قَالَ فَأَتَى الْخَصِيُّ فَكَلَّمَهَا فَنَظَرَتُ إِلَى يَدَيْهَا وَقَدِ اسْتَرْخَتَا فَلَمْ يَكُنْ إِلا أَنْ حَلَّتْ فَأَخْلَفَ عَلَيْهَا مَا حَلَفَتْ بِهِ وَأَرْغَبَهَا وَتَزَوَّجَهَا
وَبَلَغَنِي ذَلِكَ فَكَتَبْتُ إِلَيْهَا أُذَكِّرُهَا مَا كَانَ بَلَغَنَا مِنْ غَدْرِ النِّسَاءِ وَأَنَّا كُنَّا بَيْنَ مُصَدِّقٍ وَمُكَذِّبٍ حَتَّى بَانَ لِي ذَلِكَ فِيهَا وَتَمَثَّلَتُ لَهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute