للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومنعت مصر إردبها ودينارها وعدتم من حَيْثُ بدأتم

هَذَا نَص الحَدِيث كَقَوْلِه تَعَالَى

{كَمَا بَدَأَكُمْ تعودُونَ}

وَفِي هَذَا إِخْبَار مِنْهُ عَلَيْهِ السَّلَام بِمَا لم يكن وَهُوَ فِي علم الله سُبْحَانَهُ أَمر كَائِن فَخرج لَفظه على لفظ الْمَاضِي تَحْقِيقا لكَونه وَفِي إِعْلَامه عَلَيْهِ السَّلَام بعد قبل وُقُوعه دَلِيل من دَلَائِل نبوته قَالُوا وَفِيه أَيْضا دَلِيل على رِضَاهُ من عمر بِمَا وظفه على الْكَفَرَة فِي الْأَمْصَار من الْجِزْيَة ومقدارها وَفِي تَفْسِير الْمَنْع وَجْهَان أَحدهمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعلم أَنهم سيسلمون وسيسقط مَا وظف عَلَيْهِم بِإِسْلَامِهِمْ فصاروا مانعين بِإِسْلَامِهِمْ مَا وظف عَلَيْهِم وَاسْتدلَّ على ذَلِك بقوله وعدتم من حَيْثُ بدأتم لِأَن بدأهم فِي علم الله وَفِي مَا قضى وَقدر أَنهم سيسلمون فعادوا من حَيْثُ بدأوا وَقيل فِي قَوْله منعت الْعرَاق درهمها الحَدِيث أَنهم يرجعُونَ عَن الطَّاعَة وَهَذَا وَجه وَقد اسْتحْسنَ الأول بعض الْعلمَاء وَكَانَ يكون هَذَا لَوْلَا الحَدِيث الْوَارِد الَّذِي أفْصح فِيهِ برجوعهم عَن الطَّاعَة أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعيد بن عَمْرو عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ

كَيفَ أَنْتُم اذا لم تجبوا دِينَارا وَلَا درهما

فَقيل وَكَيف ترى ذَلِك قَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ عَن قَول الصَّادِق المصدوق قَالَ عَم ذَاك قَالَ

تنتهك ذمَّة الله وَذمَّة رَسُوله فيشد الله قُلُوب أهل الذِّمَّة فيمنعون مَا فِي أَيْديهم

<<  <   >  >>