والمجازي مَعًا لَا فيهمَا بعينهما مَعًا حَتَّى يلْزم الْجمع بَين الْحَقِيقَة وَالْمجَاز
وَقَالَ بَعضهم: هُوَ بِاعْتِبَار شُمُول الْكُلِّي للجزئيات لَا بِاعْتِبَار شُمُول الْكل للأجزاء
والأعم قد يكون بِحَسب ذَاته أخص بِاعْتِبَار عَارض لَهُ، وَذَلِكَ لَا يقْدَح فِي كَونه أَعم بِحَسب الذَّات، أَلا يرى أَن الْحَيَوَان من حَيْثُ إِنَّه معروض للكتابة بِالْفِعْلِ أخص من الْإِنْسَان، وَمَعَ ذَلِك هُوَ جنس لَهُ، وَهُوَ أَعم مِنْهُ بِحَسب ذَاته
الْعلم: (كالجبل) : هُوَ كل اسْم يفهم مِنْهُ معنى معِين لَا يصلح لغيره فَإِن كَانَ من وَاضع معرفَة يُسمى علما خَاصّا، كزيد، وَعَمْرو وَإِن كَانَ من وَاضع نكرَة يُسمى علما عَاما كمحمد، وَحسن
وَمثل: النَّجْم، والصعق، من الْأَعْلَام الْغَالِبَة وَمثل: الثريا، والدبران، والعيوق، من الْخَاصَّة بِاعْتِبَار، والغالبة بِاعْتِبَار وَمن هَذَا الْقَبِيل لَفْظَة الْجَلالَة
وَالْعلم الْخَاص يدل على فَرد معِين بجوهره ومادته والعهد الْخَارِجِي يدل على ذَلِك بِوَاسِطَة اللَّام
وكل لفظ يذكر وَيُرَاد لَفظه فَهُوَ علم من قبيل أَعْلَام الْأَشْخَاص لَا من أَعْلَام الْأَجْنَاس
وَالْعلم القصدي: هُوَ مَا وضع لشَيْء بِعَيْنِه
وَالْعلم الاتفاقي: هُوَ الَّذِي يصير علما لَا بِوَضْع وَاضع بل بِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال مَعَ الْإِضَافَة أَو اللَّام لشَيْء بِعَيْنِه خَارِجا أَو ذهنا (وَلم يتَنَاوَل الشبيه على مَا بَين فِي مَحَله)
وَالْعلم إِن كَانَ مصدرا بأب أَو أم فَهُوَ كنية
وَفِي " الْقَامُوس ": أَبُو الْعَتَاهِيَة لقب أبي إِسْحَاق (إِسْمَعِيل بن أبي الْقَاسِم) ابْن سُوَيْد لَا كنيته، وَإِن لم يصدر بِأَحَدِهِمَا فَإِن قصد بِهِ التَّعْظِيم أَو التحقير فَهُوَ لقب وَإِلَّا فَهُوَ اسْم
وَبَعض أهل الحَدِيث يَجْعَل الْمصدر بأب أَو أم مُضَافا إِلَى اسْم حَيَوَان أَو وَصفه كَأبي الْحسن كنية، وَإِلَى غير ذَلِك لقبا كَأبي تُرَاب
قَالَ الرضي: والكنية عِنْد الْعَرَب قد يقْصد بهَا التَّعْظِيم، وَالْفرق بَينهَا وَبَين اللقب معنى، فَإِن اللقب يمدح الملقب بِهِ أَو يذم بِمَعْنى فِي ذَلِك اللقب، بِخِلَاف الكنية فَإِنَّهُ قد لَا يعظم بمعناها، بل بِعَدَمِ التَّصْرِيح بِالِاسْمِ، فَإِن بعض النُّفُوس تأنف من أَن يُخَاطب باسمه
وَالشَّيْء أول وجوده تلْزمهُ الْأَسْمَاء الْعَامَّة، ثمَّ تعرض لَهُ الْأَسْمَاء الْخَاصَّة كالآدمي إِذا ولد سمي بِهِ ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى، أَو مولودا، أَو رضيعا، وَبعد ذَلِك يوضع لَهُ الِاسْم والكنية واللقب. وَإِذا أجتمع الِاسْم والكنية [أَو الكنية] واللقب كنت فِي تَقْدِيم أَحدهمَا بِالْخِيَارِ، ويليه الآخر معربا بإعرابه مَعَ جَوَاز قطعه نعم إِذا اجْتمعت الثَّلَاثَة قدمت الكنية على الِاسْم ثمَّ جِيءَ باللقب فَيظْهر حِينَئِذٍ وجوب تَأْخِير اللقب عَن الكنية كَمَا يُؤْخَذ من كَلَامهم، لِأَنَّهُ يلْزم من تَقْدِيمه عَلَيْهَا حِينَئِذٍ تَقْدِيمه على الِاسْم نَفسه وَهُوَ مُمْتَنع وَيجوز اجْتِمَاع الثَّلَاثَة لشخص وَاحِد إِذا قصد بِكُل وَاحِد مِنْهَا مَا لَا يقْصد بالآخرين، فَفِي التَّسْمِيَة إِيضَاح، وَفِي الكنية تكريم، وَفِي