للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِلَى الأناسي، وَإِدْخَال اللَّام للمح الوصفية لَيْسَ مقيسا فِي شَيْء من الْأَعْلَام بل هُوَ أَمر سَمَاعي ذكره الدماميني

(وكل مَا أشبه الْعلم فِي أَنه لَا يجوز أَن يكون وَصفا لأي وَلَيْسَ مستغاثا بِهِ وَلَا مَنْدُوبًا فَإِنَّهُ يجوز حذف حرف النداء مَعَه)

وَعلم الْجِنْس للجمعية لَا يجمع فَمثل (فِرْعَوْن) ، و (قَيْصر) علمَان وليسا من أَعْلَام الْجِنْس للجمعية فَلَا بُد من القَوْل بِوَضْع خَاص فِي كل مِنْهُمَا لكل من يُطلق عَلَيْهِ

وَإِذا ذكر الْوَصْف لاسم الْعلم لم يكن الْمَقْصُود من ذكر الْوَصْف التَّمْيِيز بل تَعْرِيف كَون ذَلِك الْمُسَمّى مَوْصُوفا بِتِلْكَ الصّفة مِثَاله إِذا قُلْنَا: الرجل الْعَالم، فقولنا الرجل اسْم للماهية فَيتَنَاوَل الْأَشْخَاص الكثيرين، فَإِذا قُلْنَا: الْعَالم كَانَ الْمَقْصُود من ذَلِك الْوَصْف تَمْيِيز هَذَا الرجل عَن سَائِر الرِّجَال بِهَذِهِ الصّفة

وَأما إِذا قُلْنَا: (زيد الْعَالم) فَلفظ (زيد) اسْم علم وَهُوَ لَا يُفِيد إِلَّا هَذِه الذَّات الْمعينَة لِأَن أَسمَاء الْأَعْلَام قَائِمَة مقَام الإشارات، فَإِذا وصفناه بالعالمية امْتنع أَن يكون الْمَقْصُود مِنْهُ تتمييز ذَلِك الشَّخْص عَن غَيره، بل الْمَقْصُود مِنْهُ عريف ذَلِك الْمُسَمّى مَوْصُوفا بِهَذِهِ الصّفة

الْعَطف: فِي اللُّغَة الرَّد من قَوْلهم: (عطفت عنان فرسي) أَي صرفته وردته (وَقيل: الإمالة) ويستعار للميل والشفقة إِذا عدي بعلى، وَالْمَشْهُور فِي تَعْرِيفه هُوَ تَابع بتوسط بَينه وَبَين متبوعه أحد الْحُرُوف الْعشْرَة والأخصر وَالْأولَى: تَابع صدر بِحرف الْعَطف

[الْعَطف بِالْفَاءِ] : كل فعل عطف على شَيْء وَكَانَ الْفِعْل بِمَنْزِلَة الشَّرْط، وَذَلِكَ الشَّيْء بِمَنْزِلَة الْجَزَاء فيعطف الثَّانِي على الأول بِالْفَاءِ دون الْوَاو كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَإِذ قُلْنَا ادخُلُوا هَذِه الْقرْيَة فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُم رغدا}

[الْعَطف بِالْوَاو] : كل عطف قصد فِيهِ الْجمع فَقَط وَإِن كَانَ بِغَيْر الْوَاو ك (أَو) و (ثمَّ) فِي بعض الْمَوَاضِع فقبوله مَشْرُوطًا بالجامع نَحْو: (زيد كَاتب وشاعر) فَلَا يقبل (زيد كَاتب ومعط) لِأَن هَذَا عطف الْمُفْرد على الْمُفْرد وَشرط كَون هَذَا الْعَطف بِالْوَاو مَقْبُولًا أَن يكون بَينهمَا جِهَة جَامِعَة وكل عطف قصد بِهِ معنى آخر إِن كَانَ بِالْوَاو وكما إِذا كَانَ بِمَعْنى (أَو) فقبوله غير مَشْرُوط بِهِ.

وَالْفِعْل إِذا عطف على فعل آخر بِالْفَاءِ كَانَ ثَابتا بِالْأولِ فِي كَلَام الْعَرَب يُقَال: ضربه فأوجعه، وأطعمه فأشبعه، وسقاه فأرواه، أَي بذلك الْفِعْل لَا يُغير

وَإِذا كَانَ الْمقَام مقَام تعداد صِفَات من غير نظر إِلَى جمع أَو انْفِرَاد حسن إِسْقَاط حرف الْعَطف

وَإِن أُرِيد الْجمع بَين الصفتين أَو التَّنْبِيه على تغايرهما عطف بالحرف وَكَذَا إِذا أُرِيد التنويع لعدم اجْتِمَاعهمَا

وَإِذا عطف بِالْفَاءِ مفصل على مُجمل فَلَا بُد أَن يكون الْمَعْطُوف بهَا هُوَ مَجْمُوع مَا وَقع بعْدهَا لَا بعضه، وَقد يَقع مثل هَذَا فِي الْمُفْردَات كَقَوْلِه

<<  <   >  >>