للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والكونان: [الوجودان] الدُّنْيَا وَالْآخِرَة

[وَاسم الْكَوْن مُخْتَصّ بِمَا أوجب اخْتِصَاص الْجَوْهَر بمَكَان أَو تَقْدِير مَكَان، كَمَا أَن اسْم الكائنة مُخْتَصّ بِنَفس اخْتِصَاص الْجَوْهَر بالحيز وَهُوَ الْمَكَان أَو تَقْدِير الْمَكَان، وَهُوَ جَار على وفْق الْوَضع اللّغَوِيّ وَمِنْه قَول الْعَرَب: كَانَ زيد فِي الدَّار، وَهُوَ كَائِن فِيهَا وَالْمرَاد بِهِ اخْتِصَاصه بهَا وحصوله فِيهَا]

الْكُرْبَة: هِيَ أَشد من الْحزن وَالْغَم وَيُقَال: هُوَ الْحزن الَّذِي يذيب الْقلب أَي: يحيره ويخرجه عَن أَعمال الْأَعْضَاء، وَرُبمَا أهلك النَّفس

الْكَرِيم: هُوَ قد يُطلق على الْجواد الْكثير النَّفْع بِحَيْثُ لَا يطْلب مِنْهُ شَيْء إِلَّا أعطَاهُ كالقرآن وَقد يُطلق من كل شَيْء على أحْسنه كَمَا قيل: الْكَرِيم صفة مَا يُرْضِي ويحمد فِي بَابه، يُقَال: رزق كريم أَي: كثير

وَقَول كريم أَي: سهل لين

وَوجه كريم: أَي مرضِي فِي حسنه وجماله

وَكتاب كريم: أَي مرضِي فِي مَعَانِيه وجزالة أَلْفَاظه وفوائده

ونبات كريم: أَي مرضِي فِيمَا يتَعَلَّق بِهِ من الْمَنَافِع

والكريم من كل قوم: مَا يجمع فضائله

والكريمان: الْحَج وَالْجهَاد

وَأَبَوَاهُ كريمان أَي: مُؤْمِنَانِ

وكريمتك: أَنْفك وكل جارحة شريفة كالأذن وَالْيَد

والكريمتان: العينان

وَأكْرم فلَان: أَي أَتَى بأولاد كرام

الْكَمَال: هُوَ مَا يكون عَدمه نُقْصَانا يسْتَعْمل فِي الذَّات وَالصِّفَات وَالْأَفْعَال وَهُوَ الْأَمر اللَّائِق للشَّيْء الْحَاصِل لَهُ بِالْفِعْلِ سَوَاء كَانَ مَسْبُوقا بِالْقُوَّةِ أم لَا [كَمَا فِي حركات الْحَيَوَانَات، أَو غير مَسْبُوق كَمَا فِي الكمالات الدائمة الْحُصُول والحركات الأزلية على رَأْي الْحُكَمَاء

والكمال] يَنْقَسِم إِلَى منوع وَهُوَ مَا يحصل النَّوْع ويقومه كالإنسانية وَهُوَ أول شَيْء يحل فِي الْمَادَّة

وَغير منوع وَهُوَ مَا يعرض للنوع بعد الْكَمَال الأول كالضحك وَيُسمى كمالا ثَانِيًا وَهُوَ أَيْضا قِسْمَانِ: أَحدهمَا: صِفَات مُخْتَصَّة قَائِمَة بِهِ غير صادرة عَنهُ كَالْعلمِ للْإنْسَان مثلا

وَالثَّانِي آثَار صادرة عَنهُ كالكتابة مثلا

[وَاعْلَم أَن الْإِنْسَان على ثَلَاثَة أَصْنَاف: نَاقص، وَهُوَ أدنى الدَّرَجَات، وهم الْعَوام وكامل، وَهُوَ قِسْمَانِ: كَامِل غير مكتمل، وهم الْأَوْلِيَاء وَلَو وجد التَّكْمِيل للْبَعْض فَإِنَّمَا يكون ذَلِك بالنيابة لَا على الِاسْتِقْلَال وكامل فِي ذَاته مكتمل لغيره وهم الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام

ثمَّ الْكَمَال والتكميل إِمَّا أَن يَكُونَا فِي الْقُوَّة النظرية أَو فِي الْقُوَّة العملية، وَأفضل الكمالات النظرية معرفَة الله تَعَالَى وأشرف الكمالات العملية طَاعَة الله تَعَالَى وكل من كَانَت درجاته فِي هَاتين المرتبتين أَعلَى كَانَت دَرَجَات ولَايَته أكمل، وكل

<<  <   >  >>