اللَّام بِالْيَاءِ، وَالدَّلِيل قَوْلهم: أتيتني من حَيْثُ أيس وَلَيْسَ: أَي من حَيْثُ هُوَ وَلَا هُوَ
وَهِي ترفع الِاسْم وتنصب الْخَبَر
وَالْأَفْعَال النَّاقِصَة كلهَا دَالَّة على الْحَدث إِلَّا (لَيْسَ) ، ك (مَا) النافية والمستثنى بليس لَا يكون إِلَّا مَنْصُوبًا، منفيا كَانَ الْمُسْتَثْنى مِنْهُ أَو مُوجبا
[وَيجوز تَقْدِيم خبر (لَيْسَ) عَلَيْهَا كَمَا يجوز تَقْدِيم خبر (كَانَ) عَلَيْهَا هَذَا مَذْهَب الْبَصرِيين قَالَ أَبُو حَيَّان رَحمَه الله: قد تتبعت جملَة من دواوين الْعَرَب فَلم أظفر بِتَقْدِيم خبر لَيْسَ عَلَيْهَا وَلَا لمعمولها إِلَّا مَا دلّ عَلَيْهِ ظَاهر قَوْله تَعَالَى: {أُولَئِكَ الَّذِي لَيْسَ لَهُم فِي الْآخِرَة إِلَّا النَّار} ] (وَقَوْلهمْ: لَيْسَ بِذَاكَ: أَي لَيْسَ بمقبول، لِأَن المقبول لعلو مرتبته يشار إِلَيْهِ بِمَا يشار إِلَى الْبعيد)
اللَّفْظ: هُوَ فِي أصل اللُّغَة مصدر بِمَعْنى الرَّمْي، وَهُوَ بِمَعْنى الْمَفْعُول، فَيتَنَاوَل مَا لم يكن صَوتا وحرفا، وَمَا هُوَ حرف وَاحِد وَأكْثر، مهملا أَو مُسْتَعْملا، صادرا من الْفَم أَو لَا، لَكِن خص فِي عرف اللُّغَة بِمَا صدر من الْفَم من الصَّوْت الْمُعْتَمد على الْمخْرج حرفا وَاحِدًا أَو أَكثر، مهملا، أَو مُسْتَعْملا، فَلَا يُقَال لفظ الله، بل يُقَال كلمة الله
وَفِي اصْطِلَاح النُّحَاة مَا من شَأْنه أَن يصدر من الْفَم من الْحَرْف، وَاحِدًا أَو أَكثر، أَو يجْرِي عَلَيْهِ أَحْكَامه كالعطف والإبدال فيندرج فِيهِ حِينَئِذٍ كَلِمَات الله وَكَذَا الضمائر الَّتِي يجب استتارها
وَهَذَا الْمَعْنى أَعم عَن الأول، وَأحسن تعاريفه على مَا قيل: صَوت مُعْتَمد على مقطع، حَقِيقَة أَو حكما، فَالْأول كزيد، وَالثَّانِي كالضمير الْمُسْتَتر فِي (قُم) الْمُقدر بأنت
وَاللَّفْظ على مصطلح أَرْبَاب الْمعَانِي: عبارَة عَن صُورَة الْمَعْنى الأول الدَّال على الْمَعْنى الثَّانِي على مَا صرح بِهِ الشَّيْخ حَيْثُ قَالَ: إِذا وضعُوا اللَّفْظ بِمَا يدل على تفخيمه لم يُرِيدُوا اللَّفْظ الْمَنْطُوق، وَلَكِن معنى اللَّفْظ الَّذِي دلّ بِهِ على الْمَعْنى الثَّانِي قَالَ السَّيِّد الشريف: نفس اللَّفْظ ظرف لنَفس الْمَعْنى، وَبَيَان الْمَعْنى ظرف لنَفس اللَّفْظ
وَمَفْهُوم كل لفظ مَا وضع ذَلِك اللَّفْظ بإزائه
وَذَات كل لفظ مَا صدق عَلَيْهِ ذَلِك الْمَفْهُوم كَلَفْظِ الْكَاتِب مثلا مَفْهُومه شَيْء لَهُ الْكِتَابَة، وذاته مَا صدق عَلَيْهِ الْكَاتِب من أَفْرَاد الْإِنْسَان
اللُّزُوم: [هُوَ يسْتَعْمل بِمَعْنى امْتنَاع الانفكاك اصْطِلَاحا، وَبِمَعْنى التّبعِيَّة لُغَة، وكل وَاحِد مِنْهُمَا مُتَعَدٍّ بِنَفسِهِ، فَإِذا اسْتعْمل الأول مَعَ (من) فَكَأَنَّهُ قيل: امْتنع انفكاكه مِنْهُ، وَإِذا اسْتعْمل الثَّانِي مَعَه فَكَأَنَّهُ قيل ينشأ مِنْهُ] (معنى اللُّزُوم للشَّيْء عدم الْمُفَارقَة عَنهُ) يُقَال: لزم فلَان بَيته إِذا لم يُفَارِقهُ وَلم يُوجد فِي غَيره
وَمِنْه قَوْلهم: [الْبَاء لَازِمَة للحرفية والجرو] أم الْمُتَّصِلَة لَازِمَة لهمزة الِاسْتِفْهَام [والكلمات الاستفهامية لَازِمَة لصدر الْكَلَام و (قد) من لَوَازِم الْأَفْعَال]