وَحَيْثُ وَقعت فِي الْقُرْآن قبل (إِلَّا) فَهِيَ نَافِيَة إِلَّا فِي ثَلَاثَة عشر موضعا ذكرهَا صَاحب " الإتقان " وَقد نظمت فِيهِ:
(لضابط مَا فاسمع مقَالا منظما ... ولاتك فِي ضبط الْقَوَاعِد غافلا)
(إِذا وَقعت مَا قبل لَيْسَ وَلَا وَلم ... كَذَا بعد إِلَّا فَهِيَ مَوْصُولَة بِلَا)
(وَلَو وَقعت فِي وسط فعلين مِنْهُمَا ... لَهَا نظر علم دراية أَولا)
(فموصولة سمها سوى المصدرية ... كَذَاك بالاستفهام سمها بِلَا وَلَا)
(وَمَا بعد كَاف الشّبَه تصديرها بدا ... وَمَا بعد بَاء يحتملها وموصلا)
(وَمَا قبل إِلَّا فَهِيَ نَافِيَة سوى ... مَوَاضِع يج فِي النُّور إِن شِئْت رتلا)
مَا الْإِثْبَات نَحْو: {لَا أعبد مَا تَعْبدُونَ}
مَا النَّفْي نَحْو: {مَا أُرِيد مِنْهُم من رزق}
مَا الْجحْد نَحْو: {وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُول}
مَا الواقفة نَحْو: {مَا داموا فِيهَا}
مَا الصِّلَة نَحْو: {جند مَا هُنَالك}
مَا الاستفهامية نَحْو: {وَمَا تِلْكَ بيمينك}
مَا الموصولة نَحْو قَوْله تَعَالَى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمر} أَي: بِمَا تُؤمر بالصدع بِهِ
وَفِي بعض الْمُعْتَبرَات لم يَأْتِ فِي الْقُرْآن إِثْبَات الْعَائِد إِلَّا فِي ثَلَاث آيَات وَهِي: {كَالَّذي يتخبطه الشَّيْطَان من الْمس} ، {كَالَّذي استهوته الشَّيَاطِين} ، {واتل عَلَيْهِم نبأ الَّذِي آتيناه}
مَا الشّرطِيَّة نَحْو: {مَا يفتح الله للنَّاس من رَحْمَة}
مَا التَّعَجُّب نَحْو: {فَمَا أصبرهم على النَّار}
وَمَا النافية إِذا دخلت الْأَسْمَاء تكون لنفي المعارف كثيرا والنكرات قَلِيلا
وَلَا النافية إِذا دخلت الْأَسْمَاء تكون بِالْعَكْسِ مَعَ تَكْرِير (لَا) ، وَإِذا دخلتا الْأَفْعَال ف (مَا) لنفي الْحَال عِنْد الْجُمْهُور و (لَا) لنفي الِاسْتِقْبَال عِنْد الْأَكْثَرين (مَا لنفي مَا فِي الْحَال لَا غير، و (لَا) قد تكون لنفي الْمَاضِي نَحْو: {فَلَا صدق وَلَا صلى} ، فَلَمَّا كَانَت (مَا) ألزم لنفي مَا فِي الْحَال كَانَت أوغل فِي الشّبَه (لَيْسَ) من (لَا) ، فَلذَلِك قل اسْتِعْمَال (لَا) بِمَعْنى لَيْسَ وَكثر اسْتِعْمَال (مَا) وَكَانَت لذَلِك أَعم تَصرفا حَيْثُ تعْمل فِي الْمعرفَة والنكرة نَحْو: