عِنْد الْقَرِينَة الْمَانِعَة عَن إِرَادَة ذَلِك الْمَعْنى مُتَعَيّن لما يتَعَلَّق بذلك الْمَعْنى تعلقاً مَخْصُوصًا، ودالٌّ عَلَيْهِ بِمَعْنى أَنه يفهم مِنْهُ بِوَاسِطَة الْقَرِينَة لَا بِوَاسِطَة هَذَا التَّعْيِين حَتَّى لَو لم يسمع من الْوَاضِع جَوَاز اسْتِعْمَال اللَّفْظ فِي الْمَعْنى الْمجَازِي لكَانَتْ دلَالَته عَلَيْهِ وفهمه مِنْهُ عِنْد عدم قيام الْقَرِينَة محالا.
كل لفظ جعل اسْما أَو فعلا أَو حرفا فَهُوَ بِاعْتِبَار الْمَعْنى.
كل لفظ وضع لِمَعْنى اسْما كَانَ أَو فعلا أَو حرفا فقد صَار اسْما علما مَوْضُوعا لنَفس ذَلِك اللَّفْظ.
كل حكم واردٌ على مَدْلُوله إِلَّا أَن يُرَاد بِهِ اللَّفْظ نَحْو: (كتبت زيدا) ، و (ضرب فعل مَاض) و (من حرف جر) وَغير ذَلِك.
كل مَفْهُوم كَمَا يصدق على الْوَاحِد من الْأَفْرَاد كَذَلِك يصدق على الْكثير مِنْهَا كالإنسان مثلا أَنه أنَاس وآحاد، أَعنِي إِنْسَان كثير وَوَاحِد كثير. وَالْمُطلق صَادِق عَلَيْهِمَا على السوَاء.
كل اسْم لَا يتم مَعْنَاهُ إِلَّا بانضمام شَيْء آخر إِلَيْهِ فَهُوَ الْمُضَارع للمضاف، فَكَمَا أَن الْمُضَاف لَا يتم مَعْنَاهُ إِلَّا بالمضاف إِلَيْهِ كَذَلِك الِاسْم الأول من الْمُضَارع للمضاف لَا يتم إِلَّا بِمَا بعده، فقولك: (خير) لَا يتم مَعْنَاهُ مَا لم يَنْضَم إِلَيْهِ (من زيد) وَمَا أشبه ذَلِك.
كل اسْم وَقع الابْن أَو الِابْنَة وَصفا لَهُ وَكَانَ الابْن أَو الِابْنَة بَين العلمين فَإِنَّهُ يحذف التَّنْوِين من ذَلِك الِاسْم، وَإِن لم يقعا بَين العلمين يثبت تَنْوِين ذَلِك الِاسْم. نقُول: (هَذَا زيدُ ابْن أخينا) و (هَذِه هندٌ
ابْنة عمنَا) بِالتَّنْوِينِ و (هَذَا زيدٌ بن عَمْرو) و (هَذِه هندُ بنت عَاصِم) بِحَذْف التَّنْوِين. وَإِذا لم يَجْعَل الابْن أَو الْبِنْت وَصفا لما قبله بل جعل خَبرا يلْزم إِثْبَات تَنْوِين الِاسْم لِأَن الْخَبَر مُنْفَصِل عَن الْمُبْتَدَأ بِخِلَاف الصّفة فَإِنَّهَا مَعَ الْمَوْصُوف كشيء وَاحِد.
كل اسْم اخْتصَّ بالمؤنث مثل (أتان) و (عَناق) و (ضبع) فَإِن هَاء التَّأْنِيث لَا تدخل عَلَيْهِ.
كل اسْم على ثَلَاثَة أحرف أوسطه سَاكن مثل (لوط) فَإِنَّهُ يتَصَرَّف مَعَ العجمة والتعريف لِأَن خفته عادلت أحد الثقلَيْن.
كل اسْم على (أفعولة) فَهُوَ مضموم الأول كالأحدوثة والأرجوزة وَالْأُضْحِيَّة، وَمثله: أُمْنِية وأوقية وَمَا أشبه ذَلِك.
كل اسْم فِيهِ سببان أَو أَكثر فَإِن كَانَ العلمية فِيهِ شرطا يصير منصرفاً بِزَوَال العلمية لزوَال شَرطه.
كل اسْم فِي آخِره تَاء التَّأْنِيث جَازَ ترخيمه والعلمية وَالزِّيَادَة على الثَّلَاثَة غير مشروطين.
يَقُولُونَ: (يَا جاريَ لَا تستنكري) و (يابُثَ أقبلي) ، وَأما (يَا صاحِ) و (أطرقْ كَرا) فَمن الشواذ.
كل اسْم لَا يجوز أَن يَقع صفة لأيّ فِي النداء كَالْعلمِ الْمُفْرد والمضاف بِالْإِضَافَة الْمَحْضَة و (مَن) فِي الصِّلَة، و (أَي) و (أَيَّة) جَازَ حذف حرف النداء مِنْهُ كَقَوْلِه تَعَالَى: {يُوسُف أعرض عَن هَذَا} .
كل اسْم أعجمي على أَكثر من ثَلَاثَة أحرف كإبراهيم وَإِسْمَاعِيل وَدَاوُد وَمَا أشبه ذَلِك فَهُوَ غير