وحكم سنفرو نحو أربعة وعشرين عامًا سادت البلاد فيها مظاهر الغنى والرفاهية, وأصبحت مملكة وطيدة الأركان يديرها موظفون مدربون، ومن بين هؤلاء "متن" الموظف الذي سبقت الإشارة إلى أنه تدرج في وظائف الدولة في عهد الأسرة الثالثة؛ فقد عاصر هذا الموظف ملوكها ابتداء من عهد زوسر ولم يمت إلا في عهد سنفرو.
خوفو:
تلا والده سنفرو على العرش وأفاد من الاستقرار والنظام اللذين وضع أسسهما والده؛ فنعم بحكم وطيد هيأ له الفرصة للقيام بأعمال ضخمة؛ حيث عثر على اسمه في كثير من الجهات بسيناء.
ويبدو أن التجارة بين مصر وفينيقيا كانت مزدهرة منذ عهد الأسرة الثانية؛ ولكنها نشطت في عهد الأسرة الرابعة؛ حيث وجدت أحجار من معبد أقيم في ببلوس "جبيل" تحمل اسم خوفو؛ مما يوحي بوجود جالية مصرية أقامت في هذه المدينة للتجارة.
ويشتهر خوفو ببناء هرم الجيزة الأكبر الذي خلد اسمه في التاريخ؛ إذ إنه كان إحدى عجائب الدنيا١، وقد فاق هذه العجائب جميعًا في أنه الوحيد الذي ظل قائمًا حتى الآن، ومن ضخامة هذا الهرم يتضح لنا أن تشييده تطلب عددًا هائلًا من العمال والمهندسين، وأنه استغرق عدة سنوات، ويذكر هيرودوت أنه سمع من الكهنة أن العمال الذين استخدموا في البناء كانوا مائة ألف عامل يعملون ثلاثة
١ عجائب الدنيا السبع التي اشتهرت في العالم القديم هي: أهرام مصر، حدائق بابل المعلقة، معبد أرتيميس "إلهة الصيد لدى اليونان" في إفيسوس، تمثال زيوس الذي أقامه فيدياس، الموزيليوم "مقبرة موزولوس ملك الكاريين في هاليكارناسوس"، وتمثال هليوس إله الشمس في رودس، منارة الإسكندرية على جزيرة فاروس.