للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من عهده تثبت أنه أخضع شمال النوبة وشيد هناك إحدى القلاع وبدأ وضع سياسة لإدارة هذه البلاد بتعيين حاكم عسكري عليها وإسناد شئونها المالية والإدارية إلى أمير نخن "إقليم الكاب".

ويبدو من نصوص خلفها أحمس أن ثلاث سيدات كان لهن أكبر الأثر في حياته بصفة خاصة وفي تاريخ مصر في تلك الآونة بصفة عامة. وأولى هذه السيدات هي "تتي شري" جدة أحمس التي ظل وفيًّا لذكراها وبنى لها قبرًا رمزيًّا في أبيدوس وضع به وضع به لوحة تذكارية، وثانيتهن هي والدته "إعح حتب" التي لعبت دورًا خطيرا في الكفاح ضد الهكسوس يشير إليه ولدها أحمس في لوحة أقامها بالكرنك بقوله: "امدحوا سيدة البلاد وسيدة جزر البحر المتوسط, فاسمها مبجل في جميع البلاد الأجنبية, وهي التي تضع الخطط للناس، زوجة ملك وأخت ملك وأم ملك وهي العظيمة القديرة، وهي التي تهتم بشئون مصر ... جمعت جيشها وهيأت الحماية للناس وأعادت الهاربين وجمعت شتات المهاجرين, وهدأت ما حل بالصعيد من خوف, وأخضعت من كان فيه من العصاة ز.. إلخ"١. ونظرًا لما يبدو من تأثر بعض حلي هذه الملكة وخنجرها ببعض المظاهر الفنية التي سادت جزر بحر إيجة؛ فإن نفرا من المؤرخين يميل إلى الاعتقاد بأن هذه الملكة تنتمي أصلًا إلى جزيرة كريت؛ ولكن لا يوجد ما يؤيد ذلك؛ وإنما يحتمل أن تلك المؤثرات كانت ترجع إلى وجود علاقات بين مصر وكريت في ذلك الوقت؛ بل ولا يستبعد أنهما كانا متحالفين، وبمقتضى هذا التحالف قدم أهل كريت بعض المعاونة للمصريين في كفاحهم ضد الهكسوس وأن "إعح حتب" لعبت دورًا هامًّا في هذا التحالف.

أما السيدة الثالثة فهي "أحمس نفرتاري" التي كانت زوجة لكل من أخويها "كاموزا" و"أحمس" على التوالي وقد عبدت منذ أواخر الأسرة


١ Breasted, AR II, - ٢٩; Urk. IV ١٤-٢٤.

<<  <   >  >>