للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحادية والعشرين؛ حيث أقيم لها معبد في طيبة واعتبرت هي وولدها "أمنحتب الأول" الإلهين الحارسين للجبانة.

أمنحتب الأول:

تولى العرش وهو صغير؛ ولكنه كان خبيرًا بالملك ومقدامًا كأسلافه, فنصوص الضابطين المشار إليهما فيما سبق "أحمس بن أبانا وأحمس بن نخب١" تشير إلى أنه ذهب في حملة إلى النوبة وتوغل فيها إلى سمنة "جنوب الشلال الثاني" على الأقل حيث ترك "ثوري" الحاكم المصري على النوبة في عهده نصين أحدهما في سمنة والثاني في أورونارتي "جزيرة الملك"، وهما مؤرخان بالسنة السابعة والسنة الثامنة من عهد أمنحتب على التوالي، ومن المرجح أن السبب في قيام الملك بهذه الحملة يرجع إلى حدوث ثورة في النوبة. ويبدو أنه تعقب زعيم الثورة إلى الصحراء أو أن الثائرين كانوا من القبائل التي تعيش على حافتها؛ لأن "أحمس بن أبانا" يشير في نصوص مقبرته إلى أنه قاد الملك في عودته إلى مصر من منطقة "البئر العلوي" في يومين فقط؛ فالإشارة إلى "البئر العلوي" تجعل من المحتمل وصول هذا الملك إلى منطقة صحراوية حينما قام بحملته هذه، ويذكر أحد كهنة آمون أن نفوذ الملك وصل إلى منطقة "كاروي" أي: إلى قرب "نبتة" عند الشلال الرابع؛ ولكن لا يوجد لدينا من الأدلة ما يؤيد وصول نفوذه إلى مثل هذا المكان البعيد، ولا تقتصر جهوده الحربية على النوبة وحدها فقد أشارت نصوص "أحمس بن نخب" إلى قيامه بغزوة ليبية؛ ولكنه لم يذكر سبب هذه الحملة أو المكان التي وصلت إليه.

والظاهر أن الأمن كان مستتبًّا في داخلية البلاد كما أن الحالة هدأت فيها؛ فلم يعد الملك في حاجة إلى مزاولة النشاط العسكري وتفرغ للأعمال


١ انظر هامش ص١٥٨.

<<  <   >  >>