للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"أمن إم حب"؛ لأنه أنقذ حياته حينما كان يصطاد في سهل الفرات وهاجمة أحد الفيلة, وكان ذلك أثناء حملته الثامنة. كما أنه أنصف سلفه العظيم سنوسرت الثالث١ بتخليد ذكراه وخاصة في بلاد السودان؛ حيث اعتبره إلهًا حاميًا للنوبة، وكان حين يختار رجاله الأكفاء لشغل الوظائف المهمة يوجههم ويزودهم بنصائحه وتعليماته كما يتمثل ذلك عندما أسند منصب الوزارة إلى "رخ مي رع"، وقد ظهر في عهد هذا الملك عدد من كبار الشخصيات ذوي الكفاءات الممتازة، ومن المناظر التي نقشت على جدران مقابرهم يمكن أن نتبين مظاهر الرقي في الحياة الاجتماعية التي سادت عصره ومقدار الثراء الذي أخذ يتدفق على مصر فيه، ومما لا شك فيه أن قبرص وكريت وغيرهما من أقطار ومنطقة حوض البحر المتوسط الشرقي التي لم تكن خاضعة له كانت تخطب ود مصر وتحرص على علاقات الصداقة معها.

ومع أن تحتمس الثالث بذل جهودًا ضخمة في حروبه؛ فإنه لم يهمل في المشروعات العمرانية وشيد كثيرًا من المباني في مصر والنوبة, من أهمها المعبد الكبير الذي بناه في الكرنك وكانت بإحدى حجراته قائمة الكرنك التي أشير إليها في المصادر التاريخية٢، كذلك كان من أهم مبانيه في تلك البقعة صالة كبيرة للاحتفالات وأحد الصروح الكبيرة يعرف في الكرنك بالصرح السابع، وقد أقام عددًا كبيرًا من المسلات في مختلف أنحاء القطر وخاصة في منطقة الكرنك, وبعض هذه المسلات نقل إلى جهات مختلفة من العالم مثل: القسطنطينية وروما ولندن ونيويورك.

أمنحتب الثاني:

نشأ هذا الملك في عهد وصلت فيه مصر غاية مجدها العسكري، وقد عني


١ خامس ملوك الأسرة الثانية عشرة, انظر أعلاه ص١٤٣-١٤٤.
٢ انظر أعلاه ص٩٠.

<<  <   >  >>