للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والده بتدريبه على الرماية منذ الحداثة, كما عني بتثقيفه؛ فأنشأ مدرسة في القصر ليعلمه فيها مع أبناء كبار رجال الدولة وأمراء آسيا والنوبة, وبذلك حقق والده هدفًا هامًّا إذ ارتبط هؤلاء جميعًا برباط الصداقة والود، وقد عثر على لوحة بالقرب من "أبو الهول" تصف فروسية أمنحتب الثاني وحبه للرياضة ومهارته فيهما.

ولما تولى العرش لم يكد يسمع برغبة بعض الولايات السورية الشمالية في الانفصال عن مصر حتى تقدم نحوها على رأس جيشه؛ حيث هزم الثائرين، وفي عودته إلى طيبة أحضر سبعة من أمراء المدن السورية الثائرة، قتل ستة منهم في طيبة وأرسل السابع إلى نباتا مقر الحكم المصري في السودان ليشنق هناك؛ حتى يكون عبرة لمن تحدثه نفسه من أمراء السودان بالثورة على مصر، وبهذا احتفظ بهيبة مصر فتابعت البلاد الأجنبية إرسال هداياها وجزيتها. وفي السنة التاسعة من حكمه علم بفتنة صغيرة في فلسطين؛ فانتهز الفرصة وقام بجولة تفتيشية بعد أن أخمد الثورة، وقد دون أخبار هاتين الحملتين على لوحتين إحداهما بالكرنك والثانية عثر عليها في ميت رهينة قرب سقارة١, كما وصف في هاتين اللوحتين بطولته وقوته البدنية.

ويغلب على الظن أنه استطاع أن يمد النفوذ المصري في جنوب الوادي إلى أبعد من الحدود التي وصل إليها أسلافه؛ حيث عثر على آثار له في جهات كثيرة هناك, وبعد أن حكم ستة وعشرين عامًا مات وخلفه تحتمس الرابع.

تحتمس الرابع:

يحتمل أنه لم يكن ولي العهد الشرعي كما يمكن أن يستنتج ذلك من اللوحة


١ ASA. XLII "١٩٤٣", pp, ١-١٣.

<<  <   >  >>