للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي أقامها بين قدمي "أبو الهول"؛ إذ يذكر فيها أن الإله حور آختي "الذي يمثله أبو الهول" جاءه في المنام وبشره بأنه سيصبح ملكًا وطلب منه إذا تحقق ذلك أن يزيل الرمال التي تجمعت من حوله، ويذهب بعض المؤرخين إلى أن هذا يدل على أن تحتمس الرابع دبر مؤامرة مكنته من إبعاد أخيه ولي العهد عن العرش، وأن هذه المؤامرة قد أغضبت عليه كهنة آمون وحدثت بينه وبينهم جفوة جعلته يتجه إلى كهنة الشمس ويحاول إحياء عبادة "رع" حور آختي كما شجع عبادة قرص الشمس "آتون"، وهو أول من أمر برسم هذا الإله وهو يعطى الحياة, وهذا الرمز الجديد هو الذي اتخذه فيما بعد حفيده إخناتون.

ومع كل فقد أثبت تحتمس الرابع أنه كان جديرًا بالحكم؛ حيث إنه أقام في بداية عهده بإخماد الثورة التي نشبت في بعض المدن السورية, كما أنه ذهب بنفسه إلى السودان؛ حيث قضى على ثورة نشبت هناك.

وفي عهده كانت ممالك ميتاني وبابل وآشور وخيتا "الحيثيون" تتنافس فيما بينها على السيادة, ولما شعرت مملكة ميتاني بخطر الحيثيين ازدادت تقربًا لمصر، وقد شجع تحتمس الرابع هذا التقارب ودعمه بالزواج من ابنة ملك ميتاني، ويرى بعض المؤرخين أن ازدياد الصلات بين مصر وآسيا واختلاط دم الفراعنة بالدماء الآسيوية كان من الأسباب التي أدت إلى إدخال الليونة أو النعومة وحب الملذات في دماء الملوك, هذا ولم يحكم تحتمس الرابع أكثر من تسع سنوات كان فيها نشطًا للغاية سواء من الناحية العسكرية أو من ناحية تنظيم شئون البلاد الداخلية وترك آثارًا في كثير من الجهات.

أمنحتب الثالث:

الظاهر أن أمنحتب الثالث لم يجد ما يعكر صفو مملكته؛ إذ إنها عاشت طوال عهده تقريبًا وهي تنعم بالسلم والرخاء، ولا نكاد نجد ما يدل على خروجه في حملة

<<  <   >  >>