إلى هذا النشاط هو رغبته في البحث عن مورد للثروة؛ لأن البلاد كانت في حالة اقتصادية سيئة, ووجد أنه من المتعذر فرض ضرائب جديدة؛ لأن حكمه لم يكن مقبولًا تمامًا، وعلى ذلك اتبع سياسة ملوك مصر التقليدية في القيام بحملات خارجية لزيادة دخلهم، ولا شك في أنه أفاد من ذلك أيضًا في شغل أذهان الناس عن ولايته للعرش والشئون الداخلية؛ ليتمكن من تثبيت أقدامه في الحكم.
وقد تفرغ شيشنق بعد عودته من حروبه في فلسطين للشئون العمرانية في داخل البلاد؛ حيث شيد وأصلح كثيرًا من المباني، ولما مات خلفه ولده "أسركون الأول" الذي كان والده قد زوجه من ابنة بسوسنس الثاني في حين كان ابنه الثاني "يوبت" كاهنًا في طيبة، ولم ينجب هذا الأخير أبناء فاتفق مع شقيقه "أسركون الأول"؛ على أن يكون ابن هذا الأخير خليفة لعمه في رئاسة كهنوت طيبة؛ إلا أن هذا الابن مات وخلفه ابنه "حرسا إيسي" حفيد "أسركون"، وقد مات هذا الأخير أيضًا فتبعه ولدان من أبناء أسركون ثم تبعهما الابن الرابع لأسركون ويدعى شيشنق، وفي تلك الأثناء توفي أسركون وتبعه على العرش "تكلوت الأول""ثكرتي" ومن ذلك نتبين أن أربعة من أبناء أسركون الأول تتابعوا في رئاسة كهنوت طيبة واعتلى ابنه الخامس العرش من بعده.
والظاهر أن طول مدة حكم أسركون الأول نسبيًّا وتتابع أفراد أسرته في رئاسة الكهنوت في طيبة مما زاد الحالة تعقيدًا في البلاد؛ إذ من المحتمل أن ما تمتع به هؤلاء من نفوذ وسلطان كان يدفعهم دائمًا إلى إثارة المتاعب أو محاولة الاستحواذ على مزيد من السلطة، وربما دأب أسركون على تغييرهم