للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أجل ذلك؛ لأننا لا ندري كيف انتهت خدمات بعض أبنائه في رئاسة الكهنة.

ومهما يكن من أمر؛ فقد بدأ الصراع واضحًا بين الشمال والجنوب في نهاية عصر أسركون الأول وبداية عصر "تكلوت الأول" ثم اشتد النزاع بين هذا الأخير وشقيقه الكاهن شيشنق؛ لأن هذا الأخير حينما شعر بقوة نفوذه في طيبة انتحل الألقاب الملكية، وحينما تولى أسركون الثاني بعد والده تكلوت الأول وجد أن نفوذ عمه يهدد سلطانه وخاصة في أجزاء مصر الجنوبية؛ ولذا عمد إلى الاحتفاظ بهيبة الملكية في تلك الجهات وقام بإصلاح بعض التلف الذي أصاب معابد طيبة باسمه وخاصة في معبد الأقصر الذي أثر فيه الفيضان، ومع هذا يبدو أن الخطر ظل يتهدد نفوذ الملك من نواحٍ متعددة كما يتبين ذلك من تمثال للملك "أسركون الثاني" عثر عليه في تانيس؛ إذ نقشت عليه دعوات يطلب فيها الملك من المعبود أن يخلد أبناءه في الحكم, وأن يمنحهم السلطة على رؤساء الكهنة وعلى رؤساء "ماشواش" العظام وعلى كهنة هرقليوبوليس، ومما جاء في هذه الدعوات أيضًا: "اجعل أولادي في الوظائف التي عينتهم بها, ولا تجعل قلب أحدهم يكبر أو يعظم على قلب أخيه"١.

فمن هذه الدعوات يمكن أن نتبين سوء الحالة في البلاد في عهد هذه الأسرة بصفة عامة؛ إذ كانت هناك بضع قوى متنافرة كل منها تعارض سلطان الملك, وهذه القوى تتمثل في الكهنة ورؤساء الماشواش "المرتزقة الليبيين" الذين أصبحت لهم سطوة كبيرة باعتبارهم يمتون بصلة للبيت المالك، وربما أصبح معظم أمراء الأقاليم من هؤلاء الليبيين، ولا شك أن كل طائفة من هذه الطوائف


١ JEA ٤٦, pp. ١٢ ff "especially p. ١٧".

<<  <   >  >>