للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا اعتبرنا أن ملوك نباتا هم ملوك الأسرة الخامسة والعشرين في مصر؛ فإننا في هذه الفترة نجد مثالًا آخر لمعاصرة بعض الأسرات المصرية١ للبعض الآخر؛ فبينما تحكم الأسرة الثالثة والعشرون في بوبسطة يسيطر ملوك الأسرة الخامسة والعشرين على مصر بالفعل أو على الأقل يتحكمون في الصعيد ويسيطر تفنخت الذي يعتبر مؤسسًا للأسرة الرابعة والعشرين على معظم الدلتا وكانت عاصمته سايس؛ هذا وقد ظلت نبتة تسيطر على الصعيد حتى بعد أن عاد تفنخت إلى اتخاذ الألقاب الملكية وربما كان السبب في خروج أمراء الوجه البحري على نفوذ نبتة يرجع إلى أنهم كانوا أقرب إلى الاتفاق مع تفنخت من أمراء الصعيد، وفي نفس الوقت كان نفوذ "كبيرة محظيات آمون في طيبة"٢ عاملًا أساسيًّا في نفوذ مملكة نباتا في الصعيد؛ لأننا نعرف أن ابنة أسركون الثالث التي كانت كبيرة محظيات هذا الإله قد تبنت شقيقة بعنخي.

ولما توفي تفنخت تبعه ولده "بخورس" في الحكم في سايس، وقد رأى


١ انظر الأسرات ٨ و٩ و١٠ و١١ و١٣ و١٤ و١٧ الهكسوسية و١٧ المصرية ١٢٨-١٣٣، ١٤٨-١٥٠، ١٥٤-١٥٦.
٢ يبدو أن الملوك حينما شعروا بضعفهم أسندوا وظيفة كبيرة محظيات آمون إلى سيدات من البيت المالك؛ ولكن لا توجد إلا إشارات ضئيلة من هؤلاء في الأسرتين ٢١ و٢٢ ولا تعرف سلسلة المحظيات إلا ابتداء من عهد أوسركون الثالث "ثالث ملوك الأسرة ٢٢" الذي عين ابنته في هذه الوظيفة ليحد من نفوذ كهنة آمون على الأرجح، ولما وصل نفوذ كاشتا إلى مصر العليا أجبر شبن وبت الأولى ابنة أوسركون على أن تتبنى ابنته، ومن ذلك الوقت ظهرت سلسلة من التبني حيث كانت كبيرة المحظيات تتبنى ابنة الملك الحاكم أو أخته, انظر:
Jean Leclant, Enquétes sur les Sacerdoces et les Sanctuaires Egyptiens, "Le Caire ١٩٨".

<<  <   >  >>