للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويبدو أن العبرانيين حينما وجدوا أن جيرانهم كان يحكمهم ملوك طلبوا إلى زعيمهم الديني "صموئيل" أن يعين عليهم ملكًا فاختار "شاءول"؛ ولكن هذا كان ضعيفًا مسنًّا، ازداد نفوذ الفلسطينيين في عهده وتسلطوا على مدن داخلية بعيدة مثل بيت شان، وحينما حارب الفلسطينيون العبرانيين انتصروا عليهم وقتلوا ثلاثة من أبناء شاءول وأصيب هو نفسه بجراح خطيرة فانتحر.

وتشير التوراة إلى أن داود كان حاملًا لدرع شاءول وأنه اختير ملكًا من بعده وهو يعد المؤسس الحقيقي للمملكة العبرانية؛ فمع أنه بدأ حكمه تحت سيادة الفلسطينيين؛ إلا أنه نجح في التخلص من سلطانهم وتمكن من توسيع مملكته إلى حد لم تبلغه في أي وقت آخر١, واختار حصن أورشليم ليكون عاصمة له، وفي عهده ظهر الأدب العبري الذي يعتبر من أرفع الآداب التي خلفها الشرق القديم, ودونت في عهده الحوادث والحوليات الملكية في أسلوب حيوي لم يكتب مثله من قبل.

وورث سليمان ملك أبيه داود، وفي عهده وصلت المملكة إلى غاية المجد والأبهة, وتنسب إليه التوراة أنه عاش٢ بين مظاهر الترف كملك شهواني٣ مستبد فحذا حذوه العبرانيون، وأن أعماله العمرانية كانت عظيمة للغاية ومنها هيكله الشهير الذي كان عبارة عن معبد ملكي ملحق بالقصر


١ من بين الإمارات التي أخضعها "إيدوم" وقد أسرف قائده في ذبح الذكور من أبنائها؛ ولكن أمير إيدوميا حديث السن يدعى "حداد" هرب إلى مصر؛ حيث أكرم فرعونها وفادته, ومع ذلك عاد إلى فلسطين على غير إرادة الفرعون وأصبح عدوًّا مدى الحياة لسليمان، انظر: سفر الملوك١, الإصحاح ١١ الآيات ١٤ وما بعدها.
٢ سفر الملوك الإصحاح العاشر ١٤-٢٩, وأخبار الأيام الثاني إصحاح ٩.
٣ سفر الملوك, الإصحاح الحادي عشر ١-٥.

<<  <   >  >>