وحينما تولى العرش "آحاب" بن عمري وسع في قصر أبيه وزخرفه، وقد عرف هذا القصر باسم بيت العاج؛ حيث عثر فيه على أثاث منزل من العاج يبدو أن كثيرًا منه كسي بالذهب، وكانت علاقة آحاب بن عمري مع جيرانه ودية فقد حالف مملكة دمشق في معركتها ضد أشور وتزوج من ابنة ملك صور وصيدا، وهذه كانت قوية الشخصية فرضت سيطرتها على زوجها كما أرادت فرض عبادة يهوه على إسرائيل.
وبعد فترة وجيزة قام أحد الضباط واسمه ياهو بالثورة, وتمكن من الاستئثار بالملك وجعل عبادة يهوه العبادة الوحيدة في إسرائيل؛ ولكن هذا الملك لم يكن موفقًا في سياسته الخارجية؛ حيث خضع لشلمناصر الثالث ملك آشور وقدم له الجزية، ولفرط ضعف كل من إسرائيل ويهودا في ذلك العهد قامت إمارة من الإمارات بالثورة ضد إسرائيل، وفي نفس الوقت قامت ثورة أخرى ناجحة ضد مملكة يهودا؛ ولكن ما لبثت قوة إسرائيل أن تجددت في عهد يربعام الثاني وهو ثالث ملك من سلالة ياهو؛ حيث أمكنها أن توسع حدودها الشمالية على حساب الآراميين.
وظلت إسرائيل تنعم بالهدوء إلى أن اعتلى تجلات بلاسر الثالث عرش أشور الذي ما لبث أن أخضع سورية وحولها إلى مقاطعات أشورية, وفرض الجزية على إسرائيل التي انكمشت مساحتها حينئذٍ، وبعد بضع سنوات رفض هوشع ملك إسرائيل الاستمرار في دفع الجزية؛ فهاجمه شلمناصر الخامس وريث تجلات بلاسر المذكور وحاصر السامرة ثلاث سنوات؛ ولكنها لم تسقط إلا في يد خلفه سرجون الثاني الذي سبى أحسن رجال إسرائيل وعددهم ٢٧٠٨٠ ونقلهم إلى ميديا؛ فتلاشت مملكة إسرائيل إلى الأبد "٧٢٠ ق. م."؛ حيث إن الباقين من الرجال لم يكونوا إلا قسمًا صغيرًا من سكان المملكة يقع غرب نهر الأردن،