أما المسبيون فقد اندمجوا مع غيرهم في المناطق التي نقلوا إليها، ولم يكتفِ سرجون وخلفاؤه بذلك بل نقلوا قبائل من بابل وعيلام وسورية وبلاد العرب محل الإسرائيليين وأسكنوهم في السامرة وما حولها؛ فامتزج هؤلاء بالسكان واتحدت معتقداتهم الدينية مع عبادة يهوه، وأصبح يطلق على الجميع اسم السامريين؛ ولكن ما لبث النزاع أن نشب بين اليهود والسامريين بعد عودة بعض أنبيائهم من السبي؛ حيث إن هؤلاء دافعوا عن فكرة النقاوة العنصرية.
يهودا:
اعتلى العرش فيها عددٌ من الملوك مساوٍ لعدد ملوك إسرائيل "أي: ١٩ ملكًا" إلا أن هذه المملكة استمرت مدة أطول من المدة التي عاشتها إسرائيل بنحو قرن وثلث من الزمان, وفي عهد ملكها رحبعام تعرضت لغزو مصر على يد فرعونها شيشنق الذي كان قد زوج ابنته من يربعام ملك إسرائيل، ولم يتمكن رحبعام من صد هذا الغزو؛ فاستطاع شيشنق أن يخرب المدن وأن ينهب أورشليم١، وحينما توقف نشاط كل من أشور ومصر أفادت كل من إسرائيل ويهودا من استقرار الأمور وعمدت يهودا إلى تنظيم جيشها كما أصلحت حصونها ووسعت حدودها ونظمت شئونها الداخلية؛ إلا أنها بعد زوال مملكة إسرائيل أصبحت عرضة للهجمات المباشرة من آشور، وبالرغم من تزايد الخطر على يهودا لم يتبع ملوكها سياسة حكيمة؛ فعندما اعتلى العرش ملكها حزقيا استجاب لتشجيع مصر رغم تحذير النبي أشعيا له وتحدى أشور بالتحالف مع المدن الفلسطينية وغيرها من المدن المجاورة ضدها فتوالت على يهودا حملات سرجون وخلفه سنخريب الذي حاصر أورشليم ولكنها لم تسقط في يده، ومع ذلك فقد أجبرت يهودا على دفع الجزية بعد أن خضعت كلها فيما عدا أورشليم لسلطان أشور