للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستمرت أشور في توسعها فخضعت لها مصر في عهد آسرحدون وأشور بانيبال١, وتقلصت مملكة يهودا وظلت تدفع لها الجزية بانتظام.

وما إن دب الضعف في أشور حتى استقلت مصر وحاولت يهودا أن تعيد وحدتها مع إسرائيل، وبعد أن سقطت نينوى على يد الدولة البابلية الجديدة وميديا سعت مصر إلى إعادة إمبراطوريتها ثانية في سورية, وقام ملكها نخاو بحملة وصل فيها قرب أعالي الفرات، وقد قاومه يوشع ملك يهودا؛ حيث اعتبر نفسه تابعًا لبابل الجديدة وريثة آشور ولكنة قتل في مجدو، وبعدئذ ترددت يهودا بين الخضوع لبابل وبين التحالف مع مصر، واختار يواقيم ملكها حينئذ التحالف مع مصر، وكان جزاؤه أن دخل نبوخذ نصر أورشليم وقيده بالسلاسل ليحمله معه إلى بابل, ولكنه قضى نحبه وتبعه في الحكم ولده الذي لم يمكث سوى ثلاثة شهور ثار فيها على بابل؛ فجاء نبوخذ نصر إلى أورشليم وسبى الملك ونساءه وموظفيه وسبعة آلاف من الجنود وألفًا من مهرة الصناع ونقلهم إلى بابل وعين صدقيا وهو عم الملك السابق ملكًا على يهودا، وظل هذا الأخير يتظاهر بالولاء لبابل بضع سنين ثم حاول الاستقلال فجاءت الجيوش البابلية وخربت أورشليم وهرب الملك؛ ولكنه أدرك في أريحا وجيء به إلى معسكر نبوخذ في ربلة؛ حيث قُتِل أبناؤه أمامه ثم سملت عيناه وحمل إلى بابل، وسبى الأشوريون عظماء المدينة وغيرها من البلاد "وكان عددهم خمسين ألفًا تقريبًا؛ فلم يبق في يهودا إلا جماعة من البائسين"، ودمروا كل مدينة مهمة ما عدا صور التي قاومت الحصار نحو عشر سنوات ثم خضعت بعد ذلك، ولما حاولت الثورة أخمدت ثورتها بسهولة, وعلى ذلك أصبحت سورية كلها في يد الكلدانيين.

ولما صارت الإمبراطورية الفارسية تتحكم في معظم أقطار الشرق الأدنى


١ انظر أعلاه ص٢٢٣ وما بعدها.

<<  <   >  >>