بعد وفاته لظهور قوة حورية جديدة هي مملكة ميتاني التي أصبحت القوة الفعالة في غرب آسيا فترة من الوقت.
وربما كان غزو الحيثيين لحلب يرجع إلى أنهم أرادوا عقاب هذه المدينة على عودتها للخضوع إلى هاني جالبات؛ ولذا يرجح أن غزوها لا يمكن أن يكون متأخرًا عن هزيمة هاني جالبات على يد تحتمس الثالث في سنة ١٤٥٧ ق. م. وليس من المستبعد أن يكون الحيثيون قد قاموا بهذا الغزو بالاتفاق مع الملك المصري تحتمس الثالث؛ إذ إننا نعلم أنه قد تسلم هدايا من خيتا العظمى, وهذا ما يفسر لنا سبب عدم وجود أي إشارة في النصوص المصرية إلى الاستيلاء على حلب في هذه الحملة.
وقد سببت نهضة ميتاني أزمة جديدة للمملكة الحيثية؛ فبعض المقاطعات التي كانت فيما مضى تسير في فلك الحيثيين انضمت إلى القوة المنافسة "ميتاني" أو أعلنت استقلالها وبدأت علامات الضعف تبدو في المملكة ابتداء من عهد أرنووانداس الأول خليفة تود هالياس الثاني. وفي عهد خلفاء هذا الأخير وهم حاتوسيليس الثاني وتود هالياس الثالث وأرنووانداس الثاني وصلت المملكة إلى حافة الهاوية، كما يشير إلى ذلك نص تركه أحد الملوك المتأخرين، ومما جاء فيه:
"في الأيام الخوالي كانت البلاد الحيثية تغزو البلاد التي تقع خارج حدودها.
ثم جاء العدو من كاسكا ونهب الأراضي الحيثية واتخذ نيناسا حدودًا له, كما جاء العدو من آرزاواوا خلف الأراضي السفلى ونهب البلاد الحيثية أيضًا واتخذ تووانودا وأودا حدودًا له. كذلك جاء العدو من بعيد من أونا ونهب أرض جاسيبا ... إلخ".