للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عاجزة عن أن تمد يد المساعدة لحليفتها، وقد رأى في ذلك فرع منافس للبيت المالك الميتاني فرصة للخروج على الحكم وطلبوا مساعدة آشور أو بالط الذي كان ملكًا على أشور في ذلك الوقت, وتمكن هذا من مساعدة الحزب الذي لجأ إليه، وقتل توشراتا فاعترف أرتاتاما ملك ميتاني بأشور كما اعترف بها كذلك ابنه شوتارتا وقدما إلى ملك أشور الهدايا الفاخرة بعد أن كان ملوكها يقدمون الولاء لمملكة ميتاني.

وكان ظهور هذه الدولة الفتية "أشور" المفاجئ؛ مما ساعد دون شك على سقوط ميتاني, وأدى هذا بدوره إلى سهولة غزو الحيثيين لسورية واستطاع سوبيلوليوما أن يجتاح سورية، وأصبحت الأراضي الممتدة من الفرات حتى البحر بما في ذلك حصن قرقميش ولاية حيثية, وعين ولده تليبيوس المشار إليه ملكًا على حلب كما عين ابنًا آخر ملكًا على قرقميش.

ولم يمضِ وقت طويل حتى لجأ ابن توشراتا إلى سوبيلوليونا "وقد فر بحياته بعد مقتل أبيه"؛ وبذلك وجد سوبيلوليوما فرصة سانحة لإنشاء دولة محايدة بينه وبين المملكة الفتية أشور؛ فأرسل ابن توشراتا إلى ولده ملك قرقميش وتقدم الاثنان بعد عبور الفرات على رأس قوات كبيرة ودخلوا "وشوجاني" عاصمة ميتاني, وهكذا ظهر إلى الوجود ملك جديد موالٍ للحيثيين.

ويبدو أن سوبيلوليوما نال شهرة كبيرة؛ لأنه حينما كان يحاصر قرقميس وصله رسول من مصر يحمل خطابًا من ملكتها تذكر فيه أن زوجها توفي وليس لها ولد وطلبت منه أن يرسل أحد أبنائه لكي تتزوج منه؛ لأنها لا ترغب زوجًا من رعيتها؛ فدهش سوبيلوليوما وأرسل رسوله الخاص إلى مصر ليتأكد بأن ليس في الأمر خدعة، وقد عاد هذا الرسول سريعًا يحمل رسالة ثانية من الملكة تذكر له فيها بأنه لو كان لها ولد لما كتبت إلى أجنبي تستدعيه

<<  <   >  >>