للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذ ليس من المعقول أن تعلن مصيبتها ومصيبة شعبها على الملأ, كما أن كرامتها تأبى عليها أن تتزوج بأحد من رعيتها, ونظرًا لأن له أبناء كثيرين؛ فقد لجأت إليه ليرسل إليها أحدهم، ومن المرجح أن هذه الملكة هي زوجة توت عنخ آمون الابنة الثالثة للملك إخناتون، ولم يضع سوبيلوليوما الفرصة؛ فأرسل أحد أبنائه على الفور؛ ولكن هذا الأمير الحيثي لقي حتفه عند وصوله إلى مصر بإيعاز من "آي" أو "حور محب"١.

وبعد وفاة سوبيلوليوما هاجم أشور أو بالط مملكة ميتاني "التي كان ملكها ابن توشرانا الموالي للحيثيين" وضمها إلى ملكه، ومع ذلك فإن سلطان الحيثيين على سورية لم يتزعزع؛ فبعد وفاه سوبيلوليوما وولده الأكبر أرنوانداس الثالث ظل أمراء حلب وقرقميش على ولائهم لوارث العرش الشاب مورسيليس الثاني مع قله خبرته، وقد أثبت هذا جدارته بإخضاع أمراء المقاطعات الثائرة التي خرجت عن طاعة الحيثيين وعين بدلهم ولاة حيثيين, كما أنه ظل ينظم الإمبراطورية طوال حياته؛ ولكن الثورات كانت دائمًا تتجدد كلما اعتلى العرش ملك جديد كما أن الحدود الشمالية كانت مصدر قلق دائم؛ ولذلك وزعت القوة الحيثية على مناطق متباعدة؛ فكان من الصعب على المملكة أن تحتفظ بحدودها وخاصة لأن القبائل البعيدة كانت تتلقى مساعدات خارجية.

وقد قامت ثورة في سورية بتحريض من مصر في عهد حور محب على الأرجح, وكان "شاركوشورخ" ملك قرقميش قد توفي واستطاع أحد الغزاة أن يستولي عليها؛ ولكن ملك الحيثيين "وهو شقيق ملك قرقميش" تدل شخصيًّا في السنة التاسعة من حكمه، وكان مجرد ظهور الجيش الإمبراطوري كافيًا لإخضاع الأمراء السوريين وعين ابن شاركوشورخ ملكًا على قرقميش، وفي نفس السنة تقدم ملك الحيثيين شمالًا؛ حيث استطاع إخضاع بعض المناطق هناك.


١ انظر أعلاه ص١٨٣ هامش.

<<  <   >  >>