وقد ترك مورسيليس لابنه وخليفته موواتاليس إمبراطورية وطيدة الدعائم تحوطها شبكة من الممالك الموالية؛ فلم تحدث أية اضطرابات عند اعتلائه للعرش، ومع ذلك كان لا بد من استعراض قوته في الغرب. وبعد أن أمن الملك سلطانه في هذه الجهات أصبح قادرًا على تركيز مجهوداته ضد الخطر الآتي من الجنوب؛ حيث تحرك المصريون أخيرًا؛ لأن ملوك الأسرة التاسعة عشرة طمعوا في استرجاع أقاليم سورية التي سبق أن غزاها تحتمس الثالث وضاعت أثناء حكم إخناتون، وفي حوالي سنة ١٣٠٠ ق. م. قاد سيتي الأول ملك مصر جيوشه إلى كنعان وتقدم إلى قادش؛ ولكن يبدو أن الحيثيين قاوموه بشدة، ومع ذلك فقد أعاد الملك المصري القانون والنظام في أرض كنعان وظل السلام قائمًا بقية عهده؛ ولكن عندما تولى خليفته رعمسيس الثاني حكم بلاده, كان من الواضح أن من المستحيل تجنب الصدام بين الإمبراطوريتين المتنافستين؛ ولهذا جمع "موواتاليس" فرقًا من كل حلفائه الذين ذكرتهم القوائم المصرية؛ بينما لم تشر إليهم القوائم الحيثية التي من ذلك العهد، وكان الدردانيون من بين هؤلاء الحلفاء "وهم الذين عرفوا في إلياذة هوميروس أيضًا" والفلسطينيون والشرادانيون الذين ذكرتهم النصوص المصرية مرارًا، وتقابلت جيوش الإمبراطوريتين في قادش في السنة الخامسة من حكم رعمسيس، ويبدو أن "موواتاليس" قد تمكن من التقدم والاستيلاء على "آبا" أو "أبينا" بالقرب من دمشق. ورغم أن الفرعون ملأ الدنيا تفاخرًا ببسالته ونقش أخبار انتصاره على المعابد المصرية؛ ولكن ليس هناك أدنى شك في أن معركة قادش قد انتهت بانتصار الحيثيين الحاسم.
وفي عهد موواتاليس أعيد تنظيم المقاطعات الشمالية الشرقية من المملكة, ووحدت في إمارة عاصمتها "حاكبيس" تحت إشراف "حاتوسيليس" شقيق الملك؛ بينما أقام الملك نفسه في الجنوب في مدينته المنيعة "داتاسا" ليبقى بمقربة من العمليات الحربية في سورية.