للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعندما توفي موواتاليس تولى ابنه "أورهى تشوب" الملك وأراد أن يخفض من أملاك عمه الطموح لاعتقاده أنه يريد العرش لنفسه, وظل "حاتوسيليس" يعاني اتهامات ابن أخيه نحو سبع سنوات وأخيرًا أعلن الحرب عليه وعزله، ويدعونا هذا إلى الظن بأن حكومة "أورهى تشوب" لم تكن محبوبة على الاطلاق، وقد أسر "أورهى تشوب" في سموحا بالقرب من مالاطيا؛ ولكنه عومل بالحسنى ونفي إلى المقاطعة السورية البعيدة نوهاس.

وعندما اعتلى "حاتوسيليس" العرش كان يبلغ من العمر نحو ٥٠ سنة, وكان قائدًا محنكًا نعمت الإمبراطورية الحيثية في عهده بشيء من السلام والازدهار النسبي وإن كانت قد حدثت في بداية عهده بعض الاحتكاكات بينها وبين مصر وبابل "الدولة الكاشية"، وربما كان ظهور قوة أشور في ذلك الحين؛ مما ساعد على التقارب بين الإمبراطوريتين الحيثية والمصرية, وأصبحت العلاقات بينهما ودية للغاية، وفي سنة ١٢٦٩ ق. م. عقدت المعاهدة المشهورة بين "رعمسيس الثاني" وبين "حاتوسيليس". وبعد ١٣ سنة توطدت المعاهدة بزواج رعمسيس من أميرة حيثية، وفي عهد حاتوسيليس كذلك عادت العاصمة إلى "حاتوساس" التي كانت قبائل "الكاسكا" قد نهبتها في عهد "موواتاليس" عندما كان متغيبًا في حملة في الجنوب، وأعيد بناء المدينة وتدوين الأرشيف وساد الاستقرار والازدهار وصدر عدد كبير من المراسيم الدينية والإدارية، ومع هذا فإن ما وصلنا من حوليات حاتوسيليس يدل على أن الحالة لم تكن في الغرب على ما يرام, وربما وجهت بعض العمليات الحربية ضد العدو القديم في آرزواوا كما تدهورت العلاقات مع بابل بعد وفاة ملكها كادشمان تورجو، وربما كان لأورهي تيشوب الأمير المنفي يد في ذلك حينما كان يقيم في نوهاس؛ إذ إن حاتوسيليس يقص علينا أنه "أي: أورهي تيشوب" ضبط وهو يتآمر

<<  <   >  >>