للإله إنليل في نيبور؛ مما جعلها تعتبر عاصمة سومر الدينية وأصبح ملوك وحكام مختلف المدن يتبارون في إرسال الهدايا لمعبدها، ونتيجة لهذا أصبح من الضروري أن يتم اختيار الحكام بواسطة الإله إنليل في نيبور إذا ما أرادوا أن يعترف بهم الأمراء الآخرون كسلاطينهم, وأصبح امتلاك نيبور لا مناصمنه للسيادة على سومر، وأصحاب نظرية الديمقراطية البدائية يميلون إلى أن السومريين في عصر الأسرات الباكر كانوا يرسلون إلى نيبور "عندما يهدد سومر غزو أجنبي" مندوبين من كل دويلات المدن لاختيار قائد عام للحرب؛ فاختيار إنليل لمن يصبح صاحب السلطان المطلق في البلاد هو المظهر الباقي لهذا الإجراء القديم؛ ولكن وجود مثل هذا التعصب لنيبور أمر افتراضي بحت, وربما كان للعوامل الاقتصادية أثرها كذلك؛ حيث كانت كيش ونيبور تقعان فيما بين دجلة والفرات وتتحكمان في طريق البرونز الذي يصل من الأناضول وأرمينيا وأذربيجان إلى جنوب العراق، وربما لم تصبح نيبور عاصمة سياسية اكتفاء بمركزها الديني مثل هليوبوليس في مصر.
وتشير الأساطير السومرية والبابلية إلى جلجامش وتصف أعماله الخارقة وحكمته البالغة وأسفاره البعيدة جريًا وراء الخلود, وإلى أنه بنى أسوار الوركاء ومعبدها المقدس, كما أنها تذكر ما حدث في عهده من طوفان عظيم يحاول الباحثون توحيده بطوفان نوح في الكتب السماوية، وقد سبق أن ذكرنا أنه هو الذي قضى على مملكة كيش١.
ومن المرجح أن أسرة أور الأولى خلفت أسرة كيش في السيادة؛ لأن مؤسسها