"مس - أني - بدا" ذكر على ختم عثر عليه في أور باعتباره "ملك كيش"، كما أن ولديه من بعده امتلكا نيبور لأنهما قاما بترميم معبدها، ومن الآثار التي عثر عليها في جبانة أور نتبين مقدار ثراء هذه المدينة وعظمة أسرتها الحاكمة؛ حيث عثر على بعض مقابرها الغنية التي حوت كثيرًا من الأثاث الثمين والتحف النادرة, ومن أهم هذه المقابر مقبرة "بو - آبي" التي كانت تعرف فيما سبق باسم "شب - عاد"١ التي حوت بالإضافة إلى حلي هذه السيدة كأسًا ذهبية وغطاء للرأس في حالة جيدة وقيثارة ذهبية تعد من آيات الفن القديم، وقد دفن مع صاحبة المقبرة عدد من الأتباع أحياء. ومن بين الآثار التي عثر عليها في إحدى مقابر أور لوحة خشبية مطعمة بالصدف, نقوشها تمثل الحاكم "أو الملك" وهو يستعرض عددًا من الجنود والأسرى، وفضلًا عن ذلك فإن آثار هذه المدينة تؤيد ما ذهبنا إليه من أنها كانت تنعم بالرخاء والرفاهية؛ إلا أن هذه الحال فيما يبدو لم تدم طويلًا؛ فبعد نحو قرن فقدت أهميتها؛ لأن القبائل العيلامية التي كانت تسكن الجبال الشرقية من بلاد النهرين كانت تغير عليها إلى أن تمكنت أسرتا أوان وحمازى الأجنبيتان "وهما من عيلام" أن تفرضا سلطانهما عليها وعلى جزء من سومر على الأقل، ولم يكن هذا هو أول دور في سلسلة الحروب الطويلة بين بلاد النهرين وعيلام التي استمرت منذ ذلك التاريخ لمدة ألفي سنة. ومن أهم مدن عصر فجر السلالات مدينة لجش، وليس هذا لأن آثارها أمدتنا بنصوص تاريخية أكثر من أي مدينة أخرى فقط؛ بل لأن أحد حكامها سيلعب دورًا مهمًّا أيضًا في بلاد سادتها الفوضى بعد الغزو الأجنبي؛ إذ إن "إياناتم""حوالي ٢٥٥٠ ق. م." كان مثل جده "أورتانشة" حاكم لجش بنَّاءً عظيمًا للمعابد وشق القنوات، وقد جعلته الظروف أيضًا محاربًا عظيمًا فخلص السومريين من قبضة العيلاميين