بها بدرجة واحدة؛ بل كان بعضها أسرع في تطورها وأكثر تأثيرًا في غيرها وتأثرًا بهم من البعض الآخر، ولا شك في أن المناطق المتطرفة والبعيدة مثل الهند الصينية والهند وشمال غرب أفريقيا كانت أقل شأنًا من بقية المناطق في هذه الميادين.
شكل "٥" رسم يبين مدرجات النيل
ولو نظرنا إلى إقليم الشرق الأدنى بصفة عامة؛ لوجدناه يتميز بعوامل هيأت له سرعة التطور, وجعلته أسبق مناطق ذلك النطاق المداري وأبعدها أثرًا في مضمار الحضارة والرقي, وهذه العوامل تتلخص فيما يلى:
١- وقوعه في مركز متوسط من العالم القديم؛ مما سهل اتصاله بغيره من الأقاليم؛ فأمكن انتقال المؤثرات الحضارية منه وإليه بسهولة.
٢- وجود أنهار عظيمة ومجارٍ مائية دائمة في مختلف أقطاره؛ مما أدى إلى استقرار الجماعات البشرية التي سكنت قريبًا منها, وأتاح لها ذلك فرصة النهوض والرقي "انظر خريطة رقم١".