في أيديهم، وبعد محاولات يائسة لمدة عام تقريبًا اختفى "أشور أوبالط" بعد أن اعتلى العرش الأشوري نحو ثلاثة أعوام، ويبدو أن الميديين لم يهتموا بامتلاك أشور فقنعوا بنصيبهم من الغنائم, ثم حولوا أطماعهم إلى أرمينيا وآسيا الصغرى، أما البابليون؛ فقد امتلكوا أشور ولكنهم لم يحتلوها ولم يحاولوا إصلاح ما أتلفوه فيها؛ حيث كرسوا جهودهم لإعادة إحياء المجد الديني والثقافي لجنوب بلاد النهرين.
وحينما وقعت سورية وفلسطين في أيدي المصريين كمحاولة غير ناجحة من "نخاو"١ لمساعدة حلفائه الأشوريين, تقدم البابليون للقائه بقيادة "نبوخذ نصر"؛ لأنهم كانوا يحرصون على إبقاء طريقهم إلى البحر المتوسط مفتوحًا، وانتصر البابليون وفتحوا سورية وفلسطين وتقدموا نحو مصر, ولكن موت "نبوبولصر" أثناء ذلك جعل ولده "نبوخذ نصر" يعود مسرعًا إلى بابل.
وقد تولى "نبوخذ نصر" العرش بعد والده وكانت البلاد قد بدأت في الازدهار واستقرت أمورها السياسية؛ فوجه جهوده نحو تشييد العمائر وترميم المعابد وإن كان قد أرسل جيشًا لتأديب مملكة يهودا حيث احتل بيت المقدس؛ إلا أن اليهود ثاروا بعد مضي عشر سنوات فسار إليهم ودخل بيت المقدس وخربها وفتك بأهلها.
وبعد أن حكم "نبوخذ نصر" نحو ٤٣ سنة خلفه على عرش بابل ملوك ضعاف, فلم يكد ولده يحكم عامين حتى ثار عليه الكهنة لسماحه لليهود بممارسة طقوسهم الدينية بحرية وعلى نطاق واسع, وقتلوه ونصبوا مكانه أحد قواد والده وهو صهره في نفس الوقت، ولم يقم هذا الأخير بما يستحق الذكر ثم مات