للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسكنت بنو أسد شرقي تيماء وغربي الكوفة، وسكنت ذبيان بالقرب من تيماء إلى حوران، وبقي بتهامة بطون كنانة، وأقامت بطون قريش بمكة وضواحيها.

ولمعد أربعة أولاد: نزار، وقضاعة، وإياد, وقنص١. ونزار هو جد القبائل النزارية، وتتألف القبائل العدنانية من: ربيعة، ومضر، وإياد, وأنمار٢.

ومن نسل مضر، إلياس، وخلف إلياس مدركة، ومن أبناء مدركة خزيمة, ونسل خزيمة كنانة، وخلف كنانة النضر وهو قريش في أحد الآراء، ومن بني النضر مالك وولد مالك فهرا، وهو قريش في رأي آخرين، ثم سارت سلسلة النسب النبوي إلى عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، راجع جدولي النسب إلى عدنان وإلى قصي.

قصي:

ولقصي ذكر ذائع في التاريخ الحجازي القديم٣، فقد مات والده كلاب وقصي لا يزال طفلا في المهد، فتزوجت أمه ربيعة بن خزام، ورحل بها إلى الشام حيث شب قصي بين آل ربيعة بعيدا عن أهله٤. ولما بلغ أشده رحل عن بني ربيعة إلى مكة موطن آبائه وأجداده، وكان النفوذ الديني والمدني في أيدي خزاعة، وحاكمهم إذ ذاك "حليل بن حبشية".

وعَزَّ على قصي أن يرى قومه تحت سلطان الأجانب من خزاعة، فصمم على أن ينزع منهم الأمر والسلطان، وبدأ ينفذ خطته بالتدريج، فدأب على السعي والتجارة حتى كثر ماله وعظم شرفه وتزوج من "حبي" بنة حليل بن حبشية؛ أملا في أن يرث عنه امتيازاته، وحدث أن "حبى" حينما عرض أبوها


١ ابن هشام ١/ ٧.
٢ ابن خدلون ٢/ ٣٠٠ , ابن حزم ص٩.
٣ راجع كتاب "شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام" للفاسي.
٤ ولهذا سمي قصيا، وكان اسمه في الأصل زيدا.

<<  <   >  >>