وقد رووا أن أمدح بيت قالته العرب قول النابغة:
ألم تر أن الله أعطاك سورة
ترى كل ملك دونها يتذبذب
بأنك شمس والملوك كواكب
إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وكان النابغة يتمتع بمكانة سامية لدى الغساسنة ... كان يتشفع لديهم فتقبل شفاعته، وتطلق بوساطته الأسرى، فيئوبون مزودين بالهدايا والهبات الوافرة.
ولا غرو, إذا ما قال في مدحهم:
ولله عينا من رأى أهل قبة
أضر لمن عادوا وأكثر نافعا
وأعظم أحلاما، وأكثر سيدا
وأفضل مشفوعا إليه وشافعا
متى تلقهم لا تلق للبيت عورة
ولا الضيف ممنوعا ولا الجار ضائعا
وكان النابغة يعتبر الملوك إخوانا له, يحكم في أموالهم:
ملوك وإخوان إذا ما أتيتهم
أحكم في أموالهم وأقرب
وفي الإشادة بشخصية حصن بن حذيفة الفزاري يقول زهير:
بكرت عليه غدوة فرأيته
قعودا لديه بالصريم عواذله
يفدينه طورا، وطورا يلمنه
وأعيا فما يدرين أين مخاتله
فأقصرن منه عن كريم مرزء
عزوم على الأمر الذي هو فاعله
أخي ثقة لا تتلف الخمر ماله
ولكنه قد يتلف المال نائله
تراه إذا ما جئته متهللا
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
وكان الحجازيون في مدحهم يتوخون غالبا جانب البساطة والصدق في التعبير عن الفضائل الحقيقية للممدوح، ولا يعرفون المبالغة ولا الملق ولا النفاق مما نراه سائرا في عصرنا الحاضر.
أما القول الزائف الذي يغشى نفوسنا في أيامنا الراهنة، حيث تقلب الحقائق رأسا على عقب، فإذا الظالم المستبد عادل، بل لا أعدل منه، وإذا