تحدثنا في الفصول السابقة بتفصيل ما عن طائفة من أغراض الشعر وفنونه، وسنتناول بالإجمال في هذا الفصل أغراضا أخرى هي: الوصف والمديح والرثاء.
الوصف:
كان للشعراء الحجازيين في الجاهلية مجال واسع في ميدان الوصف؛ فقد وصفوا بيئتهم وما يتصل بحياتهم من مظاهر الطبيعة أو مظاهر الحضارة وغيرها، وصفوا الأرض والسماء والليل والكواكب والنجوم، والرياح والأمطار والبرق والسحاب، كما وصفوا النبات والأزهار والأشجار والصحراء, وما بها من نجاد ووهاد وشعاب وجبال وبطاح وكثبان، وما يدور في فلك حياتهم من حل وترحال وكر وفر وغارات وحروب، كما وصفوا الإبل والخيل والطير والنعام والآرام والظباء وغيرها. كما اهتموا بوصف المطاعم الرقيقة كالفالوذج والملابس الناعمة, وألوان الحلي وسائر مظاهر الترف، والكتابة وأدواتها، والحروب وأسلحتها.
وكان الحجازيون إذا تناولوا بالوصف مكانا أو حيوانا أو امرأة أو أي شيء في الحياة، توخوا الدقة والصدق في رسم الواقع، فهم بذلك واقعيون يمثلون الطبيعة كما هي، ولا يتحرجون في ذكر الأعضاء التي يعد ذكرها خروجا على أدب اللياقة, وكانوا لا يبالغون في وصفهم. ومن النادر أن نجد مثل قول النابغة في وصف السيوف الصارمة: