للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني: أشهر الأصنام في الحجاز]

هُبل:

كان هبل أعظم أصنام العرب في جوف الكعبة وحولها، وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة المضري, وكانت تضرب عنده القداح١. وذكر الأزرقي أن عمرو بن لحي قدم به من هيت من أرض الجزيرة, ولم يرد له ذكر في القرآن الكريم.

وكان هبل رمز الشمس عند عُبَّادها من الصابئة. أما صنمه فكان عظيما منحوتا من العقيق الأحمر, محاطا بثلاثمائة وستين صنما, كلها أصغر حجما منه, وكان لكل يوم من أيام السنة صنم واحد منها. وكان هبل ممثلا بهيئة شيخ جليل طويل اللحية, حطمت يده اليمنى فأعاضه منها عباده القرشيون يدا من ذهب، وكان يحمل في تلك اليد قداحا سبعة "سهام الحظ" لكل من أيام الأسبوع قدح منها٢, وعنده ضرب المطلب القداح على ابنه عبد الله.

فهبل إذًا هو كبير الآلهة في الجاهلية, كما كان زُفُس وجوبتير عند الإغريق والرومان، وآمون عند المصريين, ومردوخ في بابل، إلى ما هنالك.

ورأى جورجي زيدان في "أنساب العرب القدماء" أن لفظ هبل لا اشتقاق له في العربية من معناه، وأنه عبراني أو فينيقي أصله هبعل, ومعنى بعل "السيد", أما الهاء فهي أداة التعريف في العبرية مثل "ال" في العربية بإضافة هذه الأداة إلى بعل يريهون


١ الأصنام ص٢٥.
٢ الميثولوجيا العالمية ص٦٤.

<<  <   >  >>