للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث: المحاورات والمفاخرات والمنافرات وسجع الكهان]

المحاورة هي التحاور والتراجع في الكلام والحديث, وهي من ضرورات الاجتماع والحياة.

وكان العرب كثيري المحاورة؛ لكثرة خصوماتهم ومفاخراتهم وتنازعهم على الشرف وما سواه.

وتشمل المحاورات: المنافرة، والمفاخرة، ونحوهما من الجدال في مختلف شئون الحياة والمعرفة. فالمفاخرة مصدر: فاخر, وهي تفاخر القوم بعضهم على بعض، وكانوا يفاخرون بالحسب والشرف والأخلاق الكريمة والعزة والثروة وكثرة العدد.

والمنافرة هي المحاكمة في المفاخرة, وأصلها من قولهم: أينا أعز نفرا، فهي التحاكم إلى المحكمين؛ ليفصلوا بينهم، ويقضوا بالشرف لأحدهم.

ومن أمثلة المحاورة: ما جرى بين هند وأبيها عتبة بن ربيعة في زواجها قبل أن يزوجها من أبي سفيان بن حرب١.

ومن أمثلة المحاورات كذلك: محاورة عامر بن الظرب العدواني وحممة بن رافع, وكذلك قول ضمرة بن ضمرة المشهور بالمعيدي للنعمان، جوابا على قوله له: "تسمع بالمعيدي خير من أن تراه": مهلا أيها الملك، إن الرجال لا يكالون بالصيعان وإنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه، إن قاتل قاتل بجنان، وإن نطق نطق ببيان، فقال: صدقت لله درك!! هل لك علم بالأمور والولوج فيها؟ قال: والله إني لأبرم منها


١ راجع ١٠٤/ ٢ أمالي القالي.

<<  <   >  >>