وأما زهير بن أبي سلمى فهو حجازي -وإن كان قد نشأ في بني عبد الله بن غطفان بنجد- لأنه من مزينة إحدى القبائل الحجازية، ولا تذكر لنا المصادر العربية -من العلماء الذين جمعوا ديوانه- غير ستة، وهم:
١- يعقوب بن إسحاق السكيت.
٢- أبو الحسن علي بن عبد الله بن سنان الطوسي.
٣- محمد بن هبيرة الأسدي، المعروف بصعوداء.
٤- أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري.
٥- أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري.
٦- يوسف بن سليمان، الأعلم الشنتمري.
وليس بين هذه الأسماء عالم واحد من رواة الطبقة الأولى ممن يعدون أصولا، إنما هم جميعا إما من تلاميذ هذه الطبقة مثل ابن السكيت -وهو كوفي المذهب، أخذ عن أبي عمرو الشيباني والفراء وابن الأعرابي- وإما من الجماع الذين جمعوا بين الروايات المختلفة، فرجحوا كفة الكوفيين حينا مثل: صعوداء، والطوسي، وابن الأنباري, أو رجحوا كفة البصريين حينا آخر مثل: السكري، والأعلم.
فأين إذًا روايات ديوان زهير التي تعد أصولا؟ لقد أغفلت ذكرها المصادر العربية، ولكنها بقيت -مع ذلك- فيما وصل إلينا من نسخ هذا الديوان، أو فيما تضمنته هذه النسخ من إشارات للرواة والروايات. وهذه الأصول لديوان زهير قسمان: