الأصول البصرية:
وهي أصلان: رواية أبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي، ورواية أبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي:
١- رواية أبي عبيدة:
أما رواية أبي عبيدة فلم يبق لنا منها إلا قصائد متفرقة ذكر في مقدمتها أنها من رواية أبي عبيدة، أو ألفاظ في أبيات من قصائد أشير فيها إلى روايته, كما أشير فيها إلى رواية غيره من العلماء.
فقد ذكر الأعلم عند حديثه عن قصيدة زهير:
أبلغ بني نوفل عني فقد بلغوا ... مني الحفيظة لما جاءني الخبر
أن أبا حاتم قال: "لم يعرفها الأصمعي، وعرفها أبو عبيدة". وكذلك ذكر عند حديثه عن قصيدته:
أبلغ لديك بني الصيداء كلهم ... أن يسارا أتانا غير مغلول
أن أبا حاتم قال: "لم يعرفها الأصمعي، وعرفها أبو عبيدة". وذكر ثعلب عند حديثه عن قصيدته:
شطت أميمة بعدما صقبت ... ونأت وما فني الجناب فيذهب
أنه "لم يروها أبو عمرو لزهير ولا لكعب، ورواها أبو عبيدة لزهير". وذكر عند حديثه عن قصيدته:
فعد عما ترى إذ فات مطلبه ... أضحى بذاك غراب البين قد نعقا
أن هذه الأبيات لم يملها أبو عمرو ولا أبو نصر، ولم يعرفها الأصمعي، ولكن "رواها أبو عبيدة وهي صحيحة عنده"، وأنكر أبو عبيدة قصيدة زهير:
إن الرزية لا رزية مثلها ... ما تبتغي غطفان يوم أضلت
وقال: إنها لقراد بن حنش من شعراء غطفان، وإن زهيرا ادعى هذه الأبيات.
أما روايات أبي عبيدة لبعض الألفاظ في أبيات من قصائد زهير فكثيرة جدا، وقد أشار إليها الأعلم وثعلب في مواطن كثيرة من شرحيهما.