للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- رواية الأصمعي:

أما رواية الأصمعي فقد حفظت لنا كاملة، حفظها الأعلم الشنتمري في مجموعته "دواوين الشعراء الستة"، وقد اعتمد الأعلم من هذه الأشعار على أصح روايتها، وأوضح طرقاتها، وهي رواية الأصمعي لتواطؤ الناس عليها، واعتيادهم لها، واتفاق الجمهور على تفضيلها، وأتبع ما صح من رواياته قصائد متخيرة من رواية غيره.

وعلى هذا أورد الأعلم ثماني عشرة قصيدة ومقطعة لزهير في ختامها ما يلي:

"كمل جميع شعر زهير مما رواه الأصمعي من شعر زهير، ونصل به بعض ما رواه غيره إن شاء الله". ثم يورد قصيدتين ذكر أنهما مما رواه أبو عمرو والمفضل، ويختم نسخته بقوله: "كمل جميع شعر زهير مما رواه الأصمعي وأبو عمرو والمفضل ... ".

وقد أورد الأعلم ثلاث قصائد ليست من رواية الأصمعي، وقد نص في الأوليين منها -وقد مر ذكرهما- على أن أبا حاتم السجستاني قال: "لم يعرفها الأصمعي وعرفها أبو عبيدة". وذكر في حديثه عن القصيدة الثالثة، وهي:

ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى ... من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا

أن الأصمعي قال: "ليست لزهير، ويقال: هي لصرمة الأنصاري ولا تشبه كلام زهير".

وسنعود إلى الحديث عن رواية الأصمعي بعد الحديث عن الأصول الكوفية:

الأصول الكوفية:

أما علماء الكوفة من الطبقة الأولى من الرواة الذين رووا ديوان زهير فهم: حماد الراوية، والمفضل بن محمد الضبي، وأبو عمرو الشيباني. غير أن روايات هؤلاء العلماء جاءتنا مختلطة متداخلة في مجموعة نسبت مع شرح أبياتها إلى ثعلب، وقد طبعت هذه المجموعة من الروايات بدار الكتب المصرية، وفي مقدمتها حديث مفصل عن ترجيح نسبتها إلى أبي العباس ثعلب, وقد اعتمدت هذه الطبعة على عدة نسخ خطية.

<<  <   >  >>