للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر الحجازيون الأدوات الكتابية كالقلم والدواة والحبر. والقلم في الجاهلية مصنوع من القصب، يقط ويقلم أو يبرى, ثم يغمس في مداد الدواة ويكتب به.

وقد مر ذكر القلم في بيتي شتيم بن خويلد، كما ورد في شعر لأمية بن أبي الصلت وهو يمدح بني إياد فيقول:

قوم لهم ساح العرق إذا ... ساروا جميعا والقط والقلم

أما الدواة, فقد ذكرت في قول أبي ذؤيب:

عرفت الديار كرقم الدوا ... ة يزبرها الكاتب الحميري١

المديح:

والمديح لون من الشعر يزري بصاحبه إذا كان غرضه الزلفى، والتماس العطايا والهبات ... ولا غبار عليه إذا كان صادرا عن إحساس صادق، وشعور لا زيف فيه تجاه الممدوح, شعور بريء من غرض التكسب، أو النفاق.

ومن شعراء الحجاز الذين أسهموا بنصيب في هذا الفن: النابغة الذبياني، وزهير بن أبي سلمى. وكان الحجازيون إذا مدحوا يشيدون بفضائل الممدوح، وكريم خلاله؛ كالشجاعة والكرم، والعفة والنجدة، والشهامة والمروءة، والصدق والوفاء, وغيرها من الخلال.

ونظرة في نماذج هذا الشعر التي سقناها، كقصيدة أبي طالب في مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقصيدة النابغة في مدح عمرو بن الحارث الغساني، وشعر أمية بن أبي الصلت في مدح عبد الله بن جدعان، ترينا حسن تلطفهم في الكشف عن محاسن ممدوحيهم، وصدق إحساسهم فيما يسبغون عليهم من نعوت.


١ راجع ابن هشام ١/ ٤٨.
٢ ص٢٣١ و٢٣٨ و٢٣٩ من هذا الكتاب.

<<  <   >  >>